يعد مرض الكبد الدهني أحد الأمراض الشائعة التي تؤثر على وظائف الكبد، ويعتبر تناول الكحول بكثرة أحد العوامل التي تسهم في تفاقم هذا المرض. دراسة حديثة ألقت الضوء على الآليات البيولوجية التي تؤدي إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد، مما يفتح الباب أمام علاجات جديدة تهدف إلى الوقاية من هذا المرض أو علاجه.
كيف يعمل الكبد
الكبد هو العضو الأساسي في الجسم الذي يعمل كمرشح لكل ما نتناوله. يقوم بخلايا الكبد، أو الخلايا الكبدية، بدعم هذا العضو من خلال إفراز عشرات البروتينات المختلفة مع جمع وفرز وتفكيك وإعادة تدوير كل ما يمر عبره. الدهون القادمة من الأمعاء، على سبيل المثال، تمتص وتخزن في الخلايا الكبدية على شكل قطرات دهنية، والتي تعتبر مصادر للطاقة خاصة خلال فترات الصيام. لكن تراكم هذه القطرات بكثرة يؤدي إلى مرض الكبد الدهني.
دور الإنزيم VCP
وجد الباحثون أن الإنزيم المعروف باسم بروتين فالوسين المحتوي (VCP) يلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات البيولوجية، بما في ذلك إعادة تدوير البروتينات غير المرغوب فيها. وقد أظهر البحث أن VCP يعمل على إزالة بروتين معين من سطح القطرة الدهنية. عندما يتراكم هذا البروتين، المعروف باسم HSD17β13، تزداد كمية الدهون في خلايا الكبد مما يؤدي إلى مرض الكبد الدهني.
في الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الكبد الدهني، يبدو أن الإنزيم VCP يحافظ على توازن البروتين HSD17β13 لمنع تراكم الدهون الزائد في خلايا الكبد.
تأثير الكحول على وظائف الكبد
تبين من خلال الدراسة أن التعرض للكحول بكميات كبيرة يؤدي إلى إزالة الإنزيم VCP بشكل شبه كامل من سطح القطرة الدهنية، مما يسمح بتراكم البروتين HSD17β13 بشكل كبير. هذا الاكتشاف يوضح كيف يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكحول إلى تفاقم مرض الكبد الدهني.
كما شهد الباحثون آلية إعادة التدوير المعقدة للإنزيم VCP، حيث يعمل مع بروتين مرافق لنقل البروتينات التالفة إلى حويصلة تسمى الليسوسوم، والتي تقوم بتفكيك البروتينات غير المرغوب فيها.
آفاق جديدة للعلاج
تشير نتائج الدراسة إلى أن البروتين HSD17β13 يعتبر هدفًا محتملاً لعلاجات جديدة تهدف إلى الوقاية أو العلاج من مرض الكبد الدهني. هذا الاكتشاف يزيد من فهمنا لكيفية عمل القطرات الدهنية في الكبد وكيفية عمل الخلايا الكبدية في تقليل محتواها من الدهون.
يمكن أيضًا أن تساعد هذه الدراسة في التنبؤ بأي المرضى يمكن أن يكونوا عرضة لتأثير الكحول السلبي على الكبد، إذا كان هذا النظام الخلوي معطلًا.
الخاتمة
تعتبر هذه الدراسة جزءًا من مبادرة أكبر في مستشفى مايو كلينيك تهدف إلى تطوير أدوات تمكن الأطباء من التنبؤ واعتراض العمليات البيولوجية قبل أن تتطور إلى أمراض أو تتقدم إلى حالات معقدة وصعبة العلاج. توفر الدراسة فهمًا أعمق للعمليات البيولوجية التي تؤدي إلى مرض الكبد الدهني وتفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات علاجية جديدة.


