كشفت دراسة حديثة عن العلاقة الوثيقة بين تواتر حركة الجنين في أواخر الحمل وتعزيز الارتباط العاطفي بين الأم والجنين. استخدم الباحثون جهازًا لقياس الحركة القلبية اللا إرادية لقياس هذه الحركات بشكل موضوعي، ووجدوا أن النشاط الأعلى يرتبط بزيادة الروابط العاطفية، حتى عند السيطرة على عوامل أخرى مثل مزاج الأم أو عمر الحمل.
دور حركة الجنين في الصحة النفسية للأم
تعتبر حركة الجنين واحدة من أولى وأوضح أشكال التفاعل الجنيني مع البيئة المحيطة، حيث تمنح الحامل شعوراً بالاطمئنان حول صحة الجنين وتطوره. تلعب هذه الحركات دوراً مهماً في تكوين الارتباط العاطفي المعروف بالارتباط بين الأم والجنين، حيث تساعد في تشكيل الصور الذهنية للطفل والاستعداد للأمومة على مستوى عاطفي.
أثبتت الدراسات السابقة أن عد حركات الجنين يعزز بشكل كبير من درجات الارتباط العاطفي بين الأم والجنين، وأن الأمهات اللواتي يشعرن بحركات جنينية أكبر يميلون إلى الحصول على درجات أعلى في هذا الارتباط مقارنة بأولئك اللواتي يشعرن بحركات أقل.
القياس الموضوعي لحركة الجنين
لإثبات وجود علاقة موضوعية بين نشاط الجنين والارتباط العاطفي، قاد الباحثون كاثي أيالا وهيلينا رذرفورد دراسة باستخدام جهاز لقياس الحركة القلبية اللا إرادية. تم تقييم الارتباط العاطفي باستخدام استبيان مراجع خاص بالارتباط العاطفي قبل الولادة. وأظهرت النتائج أن كلما كان الجنين أكثر حركة، كلما زادت الرابطة العاطفية بين الأم والطفل.
هذه العلاقة ظلت مهمة حتى عند أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل مزاج الأم وعمر الحمل والولادات السابقة أو معرفة جنس الطفل. تؤكد هذه النتائج على أهمية حركات الجنين ليس فقط كمؤشرات على الصحة ولكن أيضًا كوسيلة للتواصل التي تساعد في تعزيز الارتباط العاطفي.
التأثيرات طويلة المدى للارتباط العاطفي قبل الولادة
يمكن أن يكون للارتباط العاطفي القوي قبل الولادة تأثير إيجابي على الرعاية بعد الولادة، حيث يجعلها أكثر انتباهاً، حساسية، وتوافقًا عاطفيًا مع الطفل. حتى عندما لا تُلاحظ الحركة بشكل واعٍ، يبدو أن الحركات الجنينية تلعب دورًا نشطًا في خلق هذه الرابطة العاطفية.
الاهتمام بحركات الجنين والتفاعل معها، مثل المراقبة أو الاستجابة العاطفية البسيطة، يمكن أن يكون وسيلة بسيطة وطبيعية وغير جراحية لتعزيز الارتباط قبل الولادة. هذه العلاقة القوية قد تساعد في تحقيق تفاعل أكثر تحفيزًا بين الأم والطفل بعد الولادة.
الخاتمة
تلخص الدراسة أن حركة الجنين ليست مجرد مؤشر على الصحة الجيدة، بل هي وسيلة للتواصل التي تعزز الارتباط العاطفي بين الأم والجنين. يعكس هذا الارتباط العاطفي الاستثمارات النفسية المبكرة للأم وتوقعاتها لدورها الأمومي. من خلال قياس حركة الجنين بشكل موضوعي، تمكن الباحثون من إثبات وجود علاقة واضحة بين نشاط الجنين والارتباط العاطفي، مما يوفر رؤى قيمة حول كيف يمكن للعمليات النفسية والعلاقات المبكرة أن تشكل التطور بعد الولادة.


