في تطور لافت على الساحة الدولية، تم تدمير التلسكوب الراديوي العملاق RT-70 في شبه جزيرة القرم بواسطة هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية. كان الهدف من هذا الهجوم هو منع القوات الروسية من استخدام التلسكوب للأغراض العسكرية، مما أثر بشكل كبير على البنية التحتية الفلكية والتكنولوجية في المنطقة.
خلفية تلسكوب RT-70 وتاريخه
يعتبر تلسكوب RT-70 واحدًا من ثلاثة تلسكوبات راديوية عملاقة تم إنشاؤها في الاتحاد السوفيتي السابق خلال سبعينيات القرن الماضي. تم استخدامه لدعم العديد من المهمات الفضائية مثل استكشاف كوكب الزهرة والمريخ، بالإضافة إلى محاولة التواصل مع الحضارات الفضائية. مع مرور الوقت، تحول هذا التلسكوب إلى أداة رئيسية في الاتصالات العسكرية الروسية بعد ضم القرم في عام 2014.
في العقد الأول من الألفية الجديدة، شمل استخدام التلسكوب مبادرات تهدف إلى التواصل مع الحياة الفضائية. تم إرسال أكثر من 20 حزمة رسائل إلى كواكب يُحتمل أن تكون قابلة للسكن خارج النظام الشمسي، وما زال معظم هذه الرسائل في طريقها إلى وجهاتها.
الأبعاد العسكرية لاستخدام التلسكوب
أجرت روسيا ترقيات كبيرة على هيكل التلسكوب الذي يزن 5000 طن متري، مما جعله جزءًا أساسيًا من نظام الاتصالات العسكرية، بما في ذلك نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية GLONASS. ساعد التلسكوب في تحسين دقة النظام بنسبة تصل إلى 30%، مما جعله أداة ثمينة للقوات الروسية في العمليات العسكرية.
تفاصيل الهجوم بالطائرة المسيرة
في أغسطس الماضي، ظهرت لقطات لطائرة مسيرة تصطدم بالتلسكوب البالغ من العمر 50 عامًا، مما أدى إلى تدمير جهاز الاستقبال الراديوي الذي تبلغ قوته 200 كيلوواط. تم تصنيع هذا الجهاز في موسكو عام 2011 كجزء من آخر عملية ترقية كبيرة للتلسكوب، ووفقًا لتقارير دفاعية، سيكون من الصعب استبداله، مما يشير إلى أن روسيا لن تتمكن من إصلاح الهوائي في المستقبل القريب.
تأثير الحادث على المجتمع العلمي
يعتبر تدمير التلسكوب ضربة كبيرة للبنية التحتية العلمية والفلكية في المنطقة. كانت القرم، بسبب مناخها المشمس وتضاريسها الجبلية، مركزًا للأنشطة الفلكية. والآن، مع تدمير التلسكوب، تأثرت القدرة على إجراء الأبحاث الفلكية بشكل كبير.
إضافةً إلى ذلك، تعرضت مرافق فلكية أخرى في أوكرانيا لأضرار كبيرة بسبب النزاع، مما أثر على العلم بشكل عام في البلاد. تقدر تقارير اليونسكو الأضرار الإجمالية للبنية التحتية العلمية الأوكرانية بسبب الحرب الروسية بـ1.26 مليار دولار.
الخاتمة
يمثل تدمير تلسكوب RT-70 في القرم انعكاسًا مباشرًا للتوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا. فقد أثرت هذه الحادثة بشكل كبير على القدرات العلمية والفلكية في المنطقة، وأظهرت كيف يمكن أن تؤدي النزاعات إلى عرقلة التقدم العلمي والتكنولوجي. مع استمرار هذا النزاع، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه الأحداث على مستقبل العلوم في المنطقة، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يستجيب للحفاظ على الإرث العلمي العالمي.


