أطلق علماء الفلك برنامجًا جديدًا يُعرف باسم ATREIDES لدراسة ما يُعرف بـ”الصحراء النبتونية” في الفضاء. هذه الصحراء لا تشبه الصحاري العادية، بل تمثل غياب الكواكب التي تصل كتلتها إلى حوالي 20 ضعف كتلة الأرض وتدور بالقرب من نجومها. يُطلق العلماء على هذه الكواكب اسم “نبتونات ساخنة”.
ما هي الصحراء النبتونية؟
الصحراء النبتونية هي منطقة في الفضاء حيث لا توجد كواكب نبتونية ساخنة بكثرة. هذه الكواكب تتميز بكتلتها الكبيرة وحرارتها العالية بسبب قربها من نجومها. ومع ذلك، فإن ندرتها في الكون تطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تشكلها وتطورها.
في محاولة لفهم هذه الظاهرة، يدرس العلماء النظام الكوكبي TOI-421، الذي يضم نجمًا قزمًا برتقاليًا ويدور حوله كوكبان، TOI-421 b وTOI-421 c. هذه الكواكب تُظهر مدارات مائلة بشكل غير معتاد، مما يشير إلى تاريخ فوضوي لهذا النظام.
النظام الكوكبي TOI-421
يقع نظام TOI-421 على بعد حوالي 244 سنة ضوئية من الأرض. تُظهر الكواكب في هذا النظام مدارات مائلة بشكل غير معتاد، مما يشير إلى تاريخ فوضوي قد يفسر ندرة النبتونات الساخنة. الكوكب TOI-421 b هو كوكب تحت نبتوني حار بكتلة تعادل سبعة أضعاف كتلة الأرض ويدور على مسافة قريبة جدًا من نجمه.
أما الكوكب TOI-421 c فهو أكبر بكتلة تبلغ حوالي 14 ضعف كتلة الأرض ويدور على مسافة أكبر قليلاً، مما يجعله نبتونًا ساخنًا ويضعه في منطقة تُعرف بـ”السافانا” المجاورة للصحراء النبتونية.
فهم المناطق المختلفة في الفضاء
إلى جانب الصحراء النبتونية، حدد العلماء منطقتين إضافيتين: السافانا والتلال النبتونية. السافانا هي منطقة تحتوي على عدد أكبر من الكواكب النبتونية، بينما التلال النبتونية أكثر كثافة بالكواكب من كلا المنطقتين.
يسعى برنامج ATREIDES لفهم العمليات التي تؤدي إلى تشكل هذه المناطق المتنوعة. تشير الفرضيات إلى أن هذه المناطق قد نتجت عن هجرة الكواكب من مواقع تكوينها إلى المدارات التي نشاهدها اليوم.
الهجرة الكوكبية وتأثيرها
تعتبر هجرة الكواكب عاملاً حاسمًا في تشكيل النظام الكوكبي. بعض الكواكب تهاجر ببطء في القرص الغازي والغبار الذي يحيط بالنجم في مراحله الأولى. هذه الهجرة البطيئة يمكن أن تنتج مدارات متوائمة مع خط استواء النجم.
في المقابل، قد تُقذف بعض الكواكب بشكل عنيف من مواقع تكوينها عبر عملية تُعرف بـ”الهجرة ذات اللامركزية العالية”، مما يؤدي إلى مدارات غير متوائمة مع خط استواء النجم.
الخاتمة
برنامج ATREIDES يمثل خطوة جديدة ومهمة في فهم الصحراء النبتونية والمناطق المجاورة لها. على الرغم من أن النتائج ليست حاسمة بعد، فإن الأبحاث الحالية تبرهن على فعالية البرنامج والطرق التي اعتمدها. من خلال دراسة المزيد من الأنظمة الكوكبية التي تحتوي على نبتونات ساخنة، يمكن لعلماء الفلك أن يقتربوا من فهم أعمق لتطور الكواكب في الكون.
