في حادثة مروعة وقعت في بداية هذا العام، تعرضت فتاة كشفية لإصابة خطيرة بعد سقوطها في وادٍ أثناء رحلتها في منطقة جبلية نائية في جنوب كاليفورنيا. تم إنقاذها بفضل خدمة الطوارئ المبتكرة التي تربط الهواتف الذكية مباشرة بالأقمار الصناعية، مما يتيح إرسال رسائل نصية إلى خدمات الطوارئ حتى في غياب التغطية الأرضية.
التكنولوجيا وراء خدمة الطوارئ عبر الأقمار الصناعية
تتيح هذه الخدمة لأصحاب الهواتف الذكية الحديثة، وخاصة مستخدمي آيفون، إرسال رسائل نصية إلى 911 باستخدام الأقمار الصناعية التي تدور في مدار منخفض حول الأرض. تتطلب هذه الهواتف هوائيات خاصة للاتصال بترددات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وهو ما تم تحقيقه لأول مرة في أواخر عام 2022.
في خطوة لتعزيز هذه الخدمة، قامت شركة تي-موبايل بالتعاون مع أقمار ستارلينك التابعة لسبيس إكس بتفعيل خدمة الرسائل النصية الطارئة لجميع الهواتف الذكية التي يقل عمرها عن أربع سنوات. وقد أصبحت الخدمة متاحة بشكل أوسع بعد فترة اختبار بدأت في فبراير وتم تفعيلها بالكامل في الصيف الماضي.
الإنقاذ في غابة لوس بادريس الوطنية
تتميز غابة لوس بادريس الوطنية بتضاريسها الوعرة وبعدها عن المناطق المأهولة، مما يجعل التغطية الخلوية الأرضية شبه معدومة. وعلى الرغم من أنها تجذب ملايين الزوار من عشاق الطبيعة سنويًا، إلا أن الإشارة تختفي بسرعة بمجرد الابتعاد عن المناطق المأهولة والطرق الرئيسية.
في الحادثة الأخيرة، لعبت التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تحديد موقع الفتاة المصابة بدقة وسرعة، مما سمح لفرق الإنقاذ بالوصول إليها في غضون دقائق قليلة بواسطة مروحية.
الأهمية المستقبلية للخدمة
تعد هذه الخدمة بمثابة تغيير جذري في مجال الاتصالات الطارئة، ليس فقط للمتنزهين والمغامرين، ولكن أيضًا للبحارة في المياه الدولية التي لا تصلها أبراج الاتصالات. توفر هذه الخدمة تغطية شاملة في أي مكان يتواجد فيه الأشخاص، مما يعزز من سلامتهم ويقلل من مخاطر الحوادث.
كما أن شركات أخرى مثل فودافون وAT&T تعمل على تطوير خدمات مشابهة بالتعاون مع مشغلي الأقمار الصناعية الآخرين لتقديم اتصالات 4G و5G عبر الفضاء، مما يوسع من نطاق هذه التكنولوجيا لتشمل المزيد من المناطق النائية حول العالم.
الخاتمة
تلعب التكنولوجيا الحديثة دورًا متزايدًا في تحسين حياتنا اليومية، وخدمة الطوارئ عبر الأقمار الصناعية هي مثال حي على كيف يمكن للتكنولوجيا إنقاذ الأرواح في المواقف الحرجة. مع استمرار تطوير هذه الخدمات، نتوقع أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من أنظمة الاتصالات في المستقبل، مما يضمن سلامة الأفراد في جميع أنحاء العالم.


