في عام 1979، شهد العالم سقوط أول محطة فضائية تابعة لناسا، سكاي لاب، إلى الأرض، مما أثار الكثير من الجدل والاهتمام. الآن، وبعد ما يقرب من نصف قرن، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام احتمال نهاية محطة فضائية أخرى، وهي محطة الفضاء الدولية (ISS)، لكن هذه المرة هناك خطة بديلة قيد التنفيذ.
سقوط سكاي لاب: درس من الماضي
كانت سكاي لاب أول محطة فضائية تابعة لناسا، وقد سقطت نحو الأرض بشكل غير متوقع في عام 1979. كان من المقرر أن تتحطم في المحيط الهندي، لكنها اخترقت الغلاف الجوي بشكل أعمق مما كان متوقعًا، مما أدى إلى سقوط بعض الحطام في أستراليا الغربية. استخدم سكان بلدة إسبيرانس هذا الحدث كفرصة للمزاح، حيث أصدروا غرامة لناسا بقيمة 400 دولار بسبب “التلويث”، وهي غرامة بقيت غير مدفوعة لفترة طويلة.
محطة الفضاء الدولية: إنجازات واسعة وآفاق جديدة
منذ إطلاقها في عام 1998، كانت محطة الفضاء الدولية موطنًا لأكثر من 4,000 تجربة علمية. هذه التجارب لم تقتصر فقط على فهم التأثيرات الجسدية للرحلات الفضائية الطويلة، بل شملت أيضاً تطوير مواد جديدة لا يمكن تصميمها إلا في ظروف الجاذبية الميكروية.
من أهم إنجازات المحطة هو اكتساب المعرفة اللازمة لإجراء المهمات الفضائية الطويلة. فقد تعلمنا كيفية إدارة العمليات في الفضاء وما هي البروتوكولات والإجراءات اللازمة لضمان نجاح هذه المهمات.
نحو مستقبل المحطات الفضائية التجارية
مع اقتراب موعد تقاعد محطة الفضاء الدولية في عام 2030، بدأت ناسا بتبني نهج جديد: الاعتماد على الشركات الخاصة لتطوير محطات فضائية جديدة. وقد أطلقت برنامجًا تنافسيًا يسمى “الوجهات التجارية في المدار الأرضي المنخفض” لدعم الاستثمار الخاص في هذا المجال.
من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، نجد Axiom Space التي تخطط لإطلاق أول وحدة من محطتها على متن صاروخ فالكون هيفي في عام 2027، وذلك بهدف مضاعفة حجم المحطة الحالية قبل عام 2030.
الخاتمة
تُمثل محطات الفضاء التجارية المستقبلية خطوة هامة نحو تعزيز وجود البشرية في الفضاء. ومن خلال التعاون مع القطاع الخاص، تأمل ناسا في تجنب مصير سكاي لاب وملء الفجوة الطويلة التي تلت نهاية تلك المحطة. إذا نجحت هذه المبادرات، فقد نشهد عصرًا جديدًا من الاكتشافات العلمية والتجارية في المدار الأرضي المنخفض.


