في تطور علمي مهم، أظهرت دراسة حديثة أن حلقات الدنا خارج الصبغيات (ecDNA) التي تحتوي على جينات مسببة للسرطان تظهر غالبًا في المراحل المبكرة من تطور الورم الأرومي الدبقي. هذا الاكتشاف يمكن أن يفتح الباب أمام طرق جديدة للكشف المبكر والعلاج الفعال لهذا النوع من السرطان.
التحديات التي يواجهها علاج الورم الأرومي الدبقي
يعد الورم الأرومي الدبقي من أصعب أنواع السرطانات علاجًا، حيث لا تتجاوز مدة البقاء الوسطي للمصابين به 14 شهرًا. على الرغم من التقدم الطبي، إلا أن التحسين في معدلات البقاء على قيد الحياة كان محدودًا في العقود الأخيرة. لذلك، هناك حاجة ملحة لتطوير أساليب جديدة للكشف المبكر والعلاج أكثر فعالية.
في هذا السياق، يبرز الدنا خارج الصبغيات كعنصر مهم في العديد من السرطانات، بما في ذلك الورم الأرومي الدبقي. وقد حددت مبادرة تحديات السرطان الكبرى، التي تأسست بالتعاون بين مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، فهم دور الدنا خارج الصبغيات كأحد التحديات الرئيسية.
فهم دور الدنا خارج الصبغيات في تطور السرطان
قادت الدراسة الجديدة فريق eDyNAmiC، وهو ائتلاف دولي متعدد التخصصات، إلى دمج البيانات الجينومية والصور من مرضى الورم الأرومي الدبقي مع نماذج حسابية متقدمة لتطور الدنا خارج الصبغيات في الزمان والمكان. وكشفت الدراسة أن معظم حلقات الدنا خارج الصبغيات تحتوي على جين EGFR، وهو جين قوي يسبب السرطان.
أظهر التحليل أن حلقات EGFR ظهرت في وقت مبكر في تطور السرطان، حتى قبل تكوين الورم في بعض الحالات. كما اكتسبت في كثير من الأحيان تغييرات إضافية مثل متغير EGFRvIII، مما جعل السرطان أكثر عدوانية ومقاومة للعلاج.
فرص الكشف المبكر والعلاج
تشير نتائج الدراسة إلى أن هناك فرصة للكشف عن المرض وعلاجه بين ظهور حلقات EGFR الأولى وظهور المتغيرات الأكثر عدوانية. إذا تمكن العلماء من تطوير اختبار موثوق للكشف عن EGFR في المراحل المبكرة، مثل اختبار الدم، فقد يمكنهم التدخل قبل أن يصبح المرض أصعب في العلاج.
أكدت الدراسة أيضًا أن الدنا خارج الصبغيات يمكن أن يحمل أكثر من جين سرطاني واحد في الوقت نفسه، مما قد يشكل تطور الأورام واستجابتها للعلاج. هذا يبرز القيمة المحتملة لتخصيص العلاجات بناءً على البروفايل الجيني للورم.
الخاتمة
في الختام، يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق لدور الدنا خارج الصبغيات في تطور الورم الأرومي الدبقي. من خلال تحديد متى وكيف تنشأ هذه الحلقات، يمكن فتح المجال للكشف المبكر عن الورم والتدخل العلاجي قبل أن يصبح أكثر عدوانية. يُظهر هذا البحث كيف أن التعاون بين التخصصات المختلفة يمكن أن يسهم في حل أكبر التحديات في مجال أبحاث السرطان.


