الكشف عن صور جديدة للثقب الأسود العملاق في قلب مجرة M87

نجح تلسكوب أفق الحدث (EHT) في التقاط صور جديدة مذهلة للثقب الأسود العملاق الذي يقع في قلب مجرة M87، وهو الثقب الذي أصبح مشهورًا في أبريل 2019 عندما تم الكشف عنه كأول ثقب أسود تم تصويره في التاريخ.

تغيرات في مجال الثقب الأسود المغناطيسي

تشير الصور الجديدة إلى أن استقطاب المجالات المغناطيسية حول الثقب الأسود قد انعكس خلال فترة أربع سنوات. في عام 2017، كانت الحقول المغناطيسية تدور في اتجاه معين، ولكن بحلول عام 2021، تغيرت الاتجاهات بشكل غير متوقع. هذا التغير في الاستقطاب يُعتبر تحديًا كبيرًا للنماذج العلمية الحالية ويدل على أن هناك الكثير مما لا نفهمه بعد في المنطقة القريبة من أفق الحدث.

يرى العلماء أن هذه التغيرات في الاستقطاب قد تشير إلى بيئة ديناميكية ومعقدة حول الثقب الأسود، مما يؤثر على كيفية تفاعل المادة في تلك الظروف القصوى. هذا قد يساعد في تطوير النظريات المتعلقة بكيفية سلوك المادة في بيئات الثقوب السوداء العملاقة.

التوربينات الجسيمية حول الثقب الأسود

كشفت الصور أيضًا عن علامات واضحة لانبثاق نفاثة من المادة من حول الثقب الأسود، حيث ترتبط قاعدتها بالحلقات الساطعة المحيطة بأفق الحدث. هذه النفاثات من الجسيمات، التي تُوجّه إلى أقطاب الثقب بواسطة الحقول المغناطيسية، يُعتقد أنها تلعب دورًا مهمًا في تشكيل المجرات التي تحتوي على ثقوب سوداء عملاقة عن طريق ضخ كميات هائلة من الطاقة إلى البيئات المحيطة بها.

هذه الاكتشافات تسلط الضوء على كيفية تأثير الثقوب السوداء على تطور المجرات، وهو مجال بحثي مهم في علم الفلك والفيزياء الفلكية.

تطور تلسكوب أفق الحدث

ساهمت إضافة تلسكوبين جديدين إلى شبكة تلسكوب أفق الحدث، وهما تلسكوب كيت بيك في أريزونا وNOEMA في فرنسا، في زيادة حدة الصور النهائية الملتقطة في عام 2021. هذه الإضافات حسّنت من حساسية المشروع، مما جعل الصور أكثر وضوحًا ودقة.

أكدت هذه النتائج كيف أن EHT يتطور ليصبح مرصدًا علميًا متكاملًا، قادرًا على تقديم صور غير مسبوقة وفهم متقدم لفيزياء الثقوب السوداء. كل حملة جديدة توسع من آفاقنا، من ديناميكيات البلازما والحقول المغناطيسية إلى دور الثقوب السوداء في التطور الكوني.

الخاتمة

أظهرت الصور الجديدة للثقب الأسود M87* تطورات مهمة في فهمنا للبيئات المعقدة حول الثقوب السوداء العملاقة. التغيرات في استقطاب الحقول المغناطيسية والنفاثات الجسيمية تقدم رؤى جديدة حول كيفية تشكل وتطور المجرات. مع استمرار تطور تلسكوب أفق الحدث، من المؤكد أن السنوات القادمة ستجلب المزيد من الاكتشافات المثيرة في هذا المجال.

Scroll to Top