يمثل مرض الزهايمر والخرف تحديات كبيرة للصحة العامة، خاصة بين المجتمعات التي تواجه تمييزًا تاريخيًا، مثل الأمريكيين من أصل أفريقي. يشير المقال إلى دراسة حول الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف في هذه الفئات المعرضة للخطر.
التغيرات السلوكية المفاجئة: أولى علامات الخرف
بدأ كليفورد هاربر، وهو أكاديمي متقاعد، يلاحظ تغيرات في سلوكه المعتاد. فقد قرر فجأة التوقف عن شرب الكحول وكتابة الكتب، كما توقف عن ممارسة الرياضة. لاحظت زوجته ليندا كوستاليك زيادة نسيانه، مما دفعهما لاستشارة طبيب أعصاب.
بعد سلسلة من الفحوصات الطبية، تبين أن هذه التغيرات كانت نتيجة لظهور الخرف لديه. وهذا ما دفع الأطباء في جامعة أوريجون للصحة والعلوم لعرض المشاركة في دراسة تركز على الخرف بين الأمريكيين من أصل أفريقي.
التفاوت العرقي في خطر الإصابة بالخرف
يواجه الأمريكيون من أصل أفريقي خطرًا مضاعفًا للإصابة بمرض الزهايمر مقارنةً بنظرائهم البيض. تعود الأسباب إلى عوامل بيئية واجتماعية معقدة، مثل التعرض للتلوث البيئي والصعوبات في الوصول إلى الغذاء الصحي والتعليم الجيد.
تشير بعض الدراسات إلى أن التمييز العنصري يسهم في زيادة خطر التدهور المعرفي، حيث يرفع هذا التمييز من مخاطر الأمراض القلبية، والتي بدورها تؤدي إلى أنواع معينة من الخرف.
الدراسات الحالية وجهود الباحثين
تسعى مبادرات مثل مشروع أبحاث الخرف والشيخوخة في المجتمع الأفريقي الأمريكي (AADAPt) إلى فهم القوى المحركة لانخفاض القدرات العقلية في هذه المجتمعات. يعمل الباحثون على تحديد العوامل الوقائية التي تؤدي إلى شيخوخة صحية، وتطوير نماذج تنبؤية للكشف المبكر عن التدهور العقلي.
تشير الأبحاث إلى أهمية التركيز على العوامل القابلة للتعديل مثل التعليم وصحة القلب كوسيلة للحد من خطر الإصابة بالخرف، خاصة في المجتمعات التي تعاني من نقص الموارد.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية
تعاني المجتمعات ذات الغالبية السكانية من أصول أفريقية من نقص في المتاجر الصحية والمرافق الطبية والمدارس ذات الموارد الجيدة. كما أن السياسات التمييزية السابقة أدت إلى تعرض هذه المجتمعات لمستويات عالية من التلوث البيئي.
على الرغم من التحديات، فإن الروابط الاجتماعية القوية داخل هذه المجتمعات قد تشكل حاجزًا دفاعيًا ضد التدهور العقلي، كما أن المشاريع التي تعزز النشاط الاجتماعي والبدني يمكن أن تساعد في تحسين الوظائف العقلية.
الخاتمة
يعد فهم التحديات الصحية التي تواجهها المجتمعات ذات الأصول العرقية المختلفة خطوة حاسمة في تحسين جودة الحياة وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف. من الضروري تضمين هذه المجتمعات في الأبحاث والدراسات لضمان توفير الرعاية الصحية المناسبة والفعالة، وتقديم الحلول الوقائية والعلاجية الملائمة.


