النظام الغذائي الأخضر المتوسطي وتأثيره على شيخوخة الدماغ

أظهرت دراسة جديدة أن النظام الغذائي المتوسطي الأخضر يمكن أن يبطئ من عملية الشيخوخة الدماغية عن طريق تغيير البروتينات الدموية المرتبطة بالتنكس العصبي. تم تتبع حوالي 300 مشارك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل البصمة البروتينية على مدى 18 شهرًا، حيث أظهرت النتائج تأثيرًا كبيرًا للنظام الغذائي على الفجوة العمرية للدماغ.

فهم الفجوة العمرية للدماغ

تعتبر الفجوة العمرية للدماغ مؤشرًا على صحة الدماغ، حيث يمكن أن يكون العمر الدماغي المتوقع أصغر أو أكبر من العمر الفعلي للشخص. تعكس هذه الفجوة مدى تأثر الدماغ بالعمر والعوامل الصحية الأخرى مثل السكري والالتهابات وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، بالإضافة إلى تراكم بروتينات معينة مثل بيتا-أميلويد وتاو.

يُلاحظ أن الفجوة العمرية الأكبر ترتبط بأمراض عصبية متعددة مثل ضعف الإدراك الخفيف ومرض الزهايمر. وتعكس الدراسات المتقدمة أن التدخلات الغذائية يمكن أن تساعد في تقليل هذه الفجوة.

تجربة DIRECT PLUS: دراسة رائدة في مجال شيخوخة الدماغ

تُعد تجربة DIRECT PLUS واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت على المستوى العالمي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتتبع تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ. شملت الدراسة المشاركين في ثلاثة أنظمة غذائية مختلفة على مدى 18 شهرًا، مما سمح للباحثين بمتابعة التغيرات في العمر الدماغي.

أظهرت الدراسات السابقة أن النظام الغذائي المتوسطي التقليدي والنظام الأخضر المتوسطي يبطئان من ضمور الدماغ المرتبط بالعمر بنسبة 50٪ في غضون 18 شهرًا، مما يبرز أهمية التحكم في نسبة السكر في الدم.

دور البروتينات الدموية في شيخوخة الدماغ

ركزت الدراسة الحالية على التغيرات في البصمة البروتينية الدموية بين المشاركين الذين أظهروا مسارات شيخوخة دماغية مختلفة، وكيفية تأثير النظام الغذائي عليها. وبرز بروتينان مهمان هما جالاكتين-9 وديكورين كمؤشرات على الشيخوخة الدماغية المتسارعة.

أظهرت النتائج أن اتباع النظام الغذائي الأخضر المتوسطي أدى إلى انخفاض كبير في مستويات هذين البروتينين، مما يشير إلى تأثير مفيد على العمليات البيولوجية المرتبطة بتقدم العمر في الدماغ.

النظام الغذائي الأخضر المتوسطي وتوجيه البروتينات الدماغية

يتضمن النظام الغذائي الأخضر المتوسطي مكونات غنية بالبوليفينولات مثل الشاي الأخضر ونبات مانكاي والجوز، التي تسهم في تقليل مستويات جالاكتين-9 وتباطؤ زيادات ديكورين. يُعتقد أن النشاط المضاد للالتهاب لهذه المكونات يفسر التأثير الوقائي المحتمل على الدماغ الذي لوحظ في الدراسة.

تُمثل هذه النتائج خطوة نحو تطوير استراتيجيات غذائية مستهدفة لتأخير تقدم الأمراض العصبية، مما يعزز من دور التغذية في تحسين وظائف الدماغ مع تقدمنا في العمر.

الخاتمة

تُظهر الدراسة أهمية النظام الغذائي المتوسطي الأخضر في تقليل معدلات الشيخوخة الدماغية عبر تعديل مستويات البروتينات الدموية. بتقديم أدلة بيولوجية ملموسة، تفتح الدراسة أفقًا جديدًا لفهم تأثيرات التغذية على الصحة العصبية وتطوير اختبارات دم بسيطة لتقييم حالة الدماغ في المستقبل.

Scroll to Top