تعد مهمة البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض واحدة من أعظم التحديات التي تواجه العلماء، وقد حملت مركبتا الفايكنغ الفضائيتان التابعتان لوكالة ناسا هذا التحدي إلى سطح المريخ في عام 1976. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه المهمة التاريخية والنتائج التي توصلت إليها.
مهمة فايكنغ: بداية الرحلة
في صيف عام 1976، أطلقت وكالة ناسا مركبتين فضائيتين من نوع فايكنغ إلى المريخ، كل منهما تحتوي على مداري وهبوطي. وصلت فايكنغ 1 إلى مدار المريخ في يونيو، وهبطت بسلام على سطح الكوكب في 20 يوليو. تلاها فايكنغ 2 التي هبطت في 3 سبتمبر.
كانت هذه المركبات مجهزة بمختبرات صغيرة لإجراء تجارب بيولوجية بهدف البحث عن الحياة على المريخ، إلى جانب معدات لدراسة الغلاف الجوي وتكوين سطح الكوكب.
التجارب البيولوجية: البحث عن الحياة
أجرى العلماء ثلاث تجارب رئيسية لاستكشاف وجود كائنات حية دقيقة في تربة المريخ. تضمنت التجارب تحليل التربة تحت ظروف مختلفة لمعرفة ما إذا كانت هناك تغيرات كيميائية تشير إلى وجود حياة.
على الرغم من أن إحدى التجارب أشارت إلى نتائج قد تكون ناتجة عن نشاط بيولوجي، إلا أن النتائج الكلية كانت غير حاسمة، حيث لم يتم اكتشاف دليل قاطع على وجود الحياة.
تحليل التركيب الجزيئي: مفاجأة غير متوقعة
بالإضافة إلى التجارب البيولوجية، قام العلماء بتحليل التركيب الجزيئي لسطح المريخ بحثًا عن المواد العضوية. على الرغم من التوقعات بوجود هذه المواد نظرًا لتاريخ الكوكب، لم يتم اكتشاف أي منها، مما أثار تساؤلات حول طبيعة التربة المريخية.
في عام 2008، اكتشف العلماء مركبًا يسمى بيركلورات، والذي يمكنه تدمير المركبات العضوية عند التسخين، مما قد يفسر النتائج السابقة.
نماذج جديدة للحياة على المريخ
ما زالت نتائج تجارب فايكنغ تستخدم حتى اليوم في تطوير نماذج جديدة للحياة على المريخ. قدم العالم ستيفن بينر نموذجًا يقترح أن الكائنات الدقيقة قد تكون استخدمت الكربون المشع الموجود في التجارب لتوليد غذائها، مطلقة ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي.
يظل هذا النموذج مفترضًا حتى يمكن إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد إمكانية وجود حياة حالية على المريخ.
الخاتمة
لقد كانت مهمة فايكنغ خطوة كبيرة نحو فهم طبيعة المريخ وإمكانية وجود الحياة عليه. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن، فإن النتائج التي توصلت إليها هذه المهمة لا تزال تشكل أساسًا للبحث المستقبلي وتفتح آفاقًا جديدة في مجال علم الفضاء.


