في دراسة جديدة، اقترح الباحثون أن النقاط الحمراء الصغيرة التي تُرى في الكون المبكر قد تكون في الواقع فئة جديدة من الأجرام الكونية تُعرف بالنجوم السوداء. إذا كانت هذه النظرية صحيحة، فقد تفسر كيف تمكنت الثقوب السوداء من النمو إلى أحجام فائقة الكتلة قبل أن يبلغ عمر الكون حتى مليار سنة.
النقاط الحمراء الصغيرة: لغز كوني
تُعتبر النقاط الحمراء الصغيرة من بين أكثر الأجرام السماوية فضولاً التي رصدها تلسكوب جيمس ويب الفضائي حتى الآن. يعتقد علماء الفلك أنها مجرات مبكرة وُجدت قبل 700 مليون سنة من الانفجار الكبير، وهي تختلف عن أي شيء شوهد في الكون المحلي الحديث البالغ من العمر 13.8 مليار سنة.
إذا كانت هذه النقاط الحمراء الصغيرة مجرات، فهي ناضجة ومتطورة بشكل مدهش بالنسبة لمجرات موجودة بعد الانفجار الكبير بفترة قصيرة، ومليئة بالنجوم الحمراء الباردة والقديمة. ولقد أطلق عليها البعض لقب “كاسرات الكون” لأنها تتحدى ما كنا نعتقده عن تشكيل المجرات وتطور الكون.
فهم جديد للنقاط الحمراء
من خلال تحليل النقاط الحمراء الصغيرة، اقترح الباحثون أنها قد تكون كرات ضخمة من الغاز الكثيف والحار الذي يشبه أجواء النجوم. ولكن بدلاً من أن تكون مدعومة بالاندماج النووي مثل النجوم، فإن محركات هذه الأجرام هي الثقوب السوداء الفائقة الكتلة التي تتغذى بنهم على المادة المحيطة وتطلق الطاقة.
قال الباحث جويل ليا من جامعة بنسلفانيا في تصريح: “لقد نظرنا إلى ما يكفي من النقاط الحمراء حتى وجدنا واحدة تحتوي على الكثير من الغلاف الجوي لدرجة أنه لا يمكن تفسيرها كنجوم نموذجية نتوقعها من مجرة”.
النقاط الحمراء في مواجهة “الجرف”
بدأ الباحثون في الاعتقاد بأن النقاط الحمراء الصغيرة هي مجرات قديمة، لكن خلال عام 2024، من خلال فحص الضوء من هذه الأجرام بأطوال موجية مختلفة، اكتشفوا جرماً كبيراً أطلقوا عليه اسم “الجرف”. تبين أن “الجرف”، الذي يقع على بعد حوالي 12 مليار سنة ضوئية من الأرض، هو بالضبط النوع من الأجرام الذي يحتاجون لتحليله لفهم طبيعة النقاط الحمراء الصغيرة.
أشارت التحليلات الطيفية للجرف إلى أنه يأتي من جسم واحد، وليس من مجموعة من النجوم المكدسة بكثافة. ويبدو أنه نتيجة لثقب أسود فائق الكتلة يتغذى بشكل شره لدرجة أنه محاط بكرة نارية من الغاز.
الخاتمة
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن “النجوم السوداء” قد تكون المرحلة الأولية لتشكيل الثقوب السوداء العملاقة التي نراها في المجرات اليوم. ومع ذلك، يبقى الكثير لنتعلمه، حيث أن الكون لا يزال يحمل في طياته مفاجآت كبيرة للبشرية. يبقى تلسكوب جيمس ويب الفضائي في مهمة استكشاف وفهم هذه الأجرام الغامضة.


