تعد مشكلة جفاف العين من الأمراض الشائعة التي تؤثر على نسبة كبيرة من السكان في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن نسبة قليلة فقط من المصابين يسعون للحصول على العلاج. يبرز هذا المقال نتائج دراسة حديثة تسلط الضوء على انتشار المشكلة وتأثيرها على جودة الحياة، بالإضافة إلى العقبات التي تواجه المرضى في السعي للعلاج.
انتشار جفاف العين في الولايات المتحدة وأوروبا
أظهرت الأبحاث المقدمة في المؤتمر الثالث والأربعين للجمعية الأوروبية لجراحة الساد والجراحة الانكسارية أن أكثر من نصف السكان في الولايات المتحدة وأوروبا يعانون من جفاف العين. رغم ذلك، فإن 20% فقط من المرضى في أوروبا و17% في الولايات المتحدة قد تم تشخيصهم بشكل رسمي.
هذه الأرقام تدل على وجود فجوة كبيرة بين عدد المصابين وعدد الذين يتلقون العلاج. يوضح الدكتور بيوتر فوزنياك أن الكثير من الأشخاص يرون أن الجفاف جزء طبيعي من الشيخوخة، مما يؤدي إلى تأخير في السعي للعلاج.
نتائج دراسة NESTS الدولية
قدمت دراسة NESTS الدولية نتائج مهمة حول انتشار جفاف العين في عدد من الدول، بما في ذلك السعودية وفرنسا والمملكة المتحدة. وجدت الدراسة أن 58% من المشاركين يعانون من أعراض جفاف العين، لكن واحد فقط من كل خمسة تلقى تشخيصًا من مقدم رعاية صحية.
أظهرت الدراسة أيضًا أن حوالي ثلث المرضى يعانون من الأعراض لأكثر من خمس سنوات قبل البحث عن مساعدة مهنية. كما أشارت إلى أن نصف المصابين تقريبًا يعانون من الأعراض بشكل يومي.
تأثير جفاف العين على الحياة اليومية
تؤثر أعراض جفاف العين على الأنشطة اليومية للمرضى، حيث توقف البعض عن القيادة ليلاً أو استخدام المكياج أو حتى استخدام التدفئة أو التكييف بسبب الأعراض غير المسيطر عليها. يبلغ ثلث المرضى عن تفاقم الأعراض خلال العام الماضي.
تعتبر قطرات العين المرطبة العلاج الأول والأكثر شيوعًا، لكن القليل فقط من المرضى يجدون أن العلاج مناسب لاحتياجاتهم الخاصة. تتفاوت التفاعلات بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية بين الدول، حيث يتبع مقدمو الرعاية في السعودية المرضى بشكل استباقي أكثر من فرنسا.
الحاجة إلى الوعي والتشخيص المبكر
يؤكد الدكتور فوزنياك على أهمية توعية المرضى والعامة بأسباب وأعراض وخيارات علاج جفاف العين. يجب دعم المهنيين الصحيين في تمييز أنواع الجفاف المختلفة وتقديم العلاجات المناسبة لكل حالة.
تشمل طرق تشخيص جفاف العين مزيجًا من الأعراض المبلغ عنها من قبل المريض والتاريخ الطبي والفحوصات السريرية. قد تشمل الأدوات التشخيصية فحصًا دقيقًا للعين باستخدام صبغة لتحديد وقت ظهور بقعة جافة على القرنية بعد الغمزة.
الخاتمة
تلقي هذه الدراسة الضوء على الأثر الواسع لجفاف العين على جودة الحياة وتبرز أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب. يجب تعزيز الوعي العام حول هذا المرض وحث المرضى على إجراء فحوصات دورية للعين للحصول على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.


