تُعتبر مشكلة قصر النظر الشيخوخي من التحديات الشائعة التي يواجهها العديد من الأشخاص مع تقدمهم في العمر، وغالبًا ما تتطلب استخدام النظارات الطبية أو التدخلات الجراحية. ولكن دراسة حديثة قدمت في المؤتمر الثالث والأربعين لجمعية جراحي الساد والجراحة الانكسارية الأوروبية (ESCRS) تكشف عن حل جديد قد يكون بديلاً فعالاً وغير جراحي.
التحديات التقليدية في إدارة قصر النظر الشيخوخي
تُعتبر النظارات الطبية والحلول الجراحية التقليدية مثل عمليات الليزك والعدسات اللاصقة من الخيارات الشائعة لمعالجة قصر النظر الشيخوخي. ومع ذلك، فإن هذه الحلول قد تحمل بعض القيود مثل عدم الراحة الاجتماعية والمخاطر المحتملة المرتبطة بالجراحة.
الدكتورة جيوفانا بينوزي، مديرة مركز البحوث المتقدمة لقصر النظر الشيخوخي في بوينس آيريس، الأرجنتين، أشارت إلى أن هناك حاجة طبية ملحة لتطوير حلول بديلة تلبي احتياجات المرضى الذين لا يكونون مرشحين لإجراء العمليات الجراحية أو يفضلون عدم الاعتماد على النظارات.
تركيبة قطرات العيون الجديدة
القطرات الجديدة تم تطويرها بواسطة الدكتور خورخي بينوزي، والد الدكتورة جيوفانا، وتتكون من مزيج من اثنين من المواد الفعالة: البيلوكاربين، وهو عقار يساعد في تضييق حدقة العين وتعزيز قدرة العين على التركيز على الأجسام القريبة، والديكلوفيناك، وهو دواء مضاد للالتهابات غير ستيرويدي يخفف من الالتهاب والآلام المرتبطة باستخدام البيلوكاربين.
تم تقسيم المرضى في الدراسة إلى ثلاث مجموعات لتلقي واحدة من ثلاث تركيبات من القطرات، حيث اختلفت نسبة البيلوكاربين بين 1% و2% و3%، بينما كانت نسبة الديكلوفيناك ثابتة.
نتائج الدراسة وتأثيرها على الرؤية
أظهرت الدراسة تحسنًا ملحوظًا في القدرة على قراءة مخطط جايغر المستخدم لاختبار حدة البصر القريبة بدون نظارات. وتم تسجيل تحسن بمتوسط 3.45 خطوط جايغر بعد ساعة واحدة من استخدام القطرات، واستمر هذا التحسن لمدة تصل إلى عامين.
في مجموعة البيلوكاربين بنسبة 1%، تمكن 99% من المرضى من تحقيق رؤية قريبة مثالية، بينما أظهرت النتائج تحسنًا كبيرًا أيضًا في المجموعتين بنسبة 2% و3%.
الأمان والآثار الجانبية
تم الإبلاغ عن آثار جانبية طفيفة مثل الرؤية المؤقتة الخافتة والتهيج، ولكن لم يتم تسجيل أي أحداث سلبية كبيرة مثل زيادة الضغط داخل العين أو انفصال الشبكية.
تشير النتائج إلى أن هذه القطرات توفر بديلاً آمنًا وفعالاً يحد من الاعتماد على النظارات الطبية، مع توفير حرية أكبر للمرضى الذين يسعون لحلول غير جراحية.
الخاتمة
تقدم الدراسة دليلاً قوياً على فعالية وسلامة استخدام قطرات العيون لتحسين الرؤية القريبة لدى مرضى قصر النظر الشيخوخي. وعلى الرغم من أن هذه القطرات قد لا تعوض عن الحاجة إلى النظارات في جميع الحالات، إلا أنها تقدم خيارًا مبتكرًا وغير جراحي لأولئك الذين يبحثون عن بدائل آمنة وفعالة.
تشجع النتائج على إجراء المزيد من الأبحاث لقياس تأثير هذه القطرات على جودة حياة المرضى وفهم الآليات الفسيولوجية الكامنة وراء تحسن البصر.


