العلاج المناعي لمرضى ورم الظهارة المتوسطة: أمل جديد في الأفق

يعتبر ورم الظهارة المتوسطة من الأمراض السرطانية النادرة التي تؤثر على الأنسجة المبطنة للعديد من أعضاء الجسم، وهو غالبًا ما يصيب بطانة الرئتين. يُشخص سنويًا حوالي 30,000 حالة حول العالم، معظمها في الغشاء البلوري المحيط بالرئتين. يُعتبر التعرض للأسبستوس السبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان.

تحديات علاج ورم الظهارة المتوسطة

وفقًا للدكتور جوشوا روس، وهو أخصائي أورام طبية صدرية في مركز لومباردي الشامل للسرطان في جامعة جورجتاون، فإن علاج ورم الظهارة المتوسطة يُعتبر تحديًا كبيرًا. وقد أظهرت دراسة حديثة إمكانية وسلامة استخدام العلاج المناعي قبل الخضوع للجراحة للمرضى الذين لديهم أورام يمكن إزالتها جراحيًا.

يمثل العلاج المناعي خطوة مهمة في تحسين حياة المرضى المصابين بسرطان الرئة والعديد من الأورام الصلبة الأخرى. ويساعد في تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاج المناعي خلال الفترة المحيطة بالجراحة، سواء قبلها أو بعدها.

دراسة المرحلة الثانية: استخدام العلاج المناعي

بدأ الدكتور روس تصميم التجربة السريرية خلال تدريبه في مركز جونز هوبكنز كيميل للسرطان، حيث أُجريت الدراسة في موقعها الأساسي. وقد قدم نتائج الدراسة في مؤتمر عالمي في برشلونة في عام 2025 ونُشرت في مجلة نيتشر ميديسن.

تهدف تجارب المرحلة الثانية السريرية إلى تقييم إمكانية تقديم علاجات مبتكرة لفئات معينة من المرضى، ومعرفة ما إذا كانت الفوائد المحتملة للعلاج تفوق أي آثار جانبية يمكن أن يعاني منها المرضى.

تحديات في تحديد مدى فعالية العلاج

هناك جدل حول ما إذا كانت جميع حالات ورم الظهارة المتوسطة قابلة للإزالة جراحيًا. لم تُظهر العديد من الدراسات الكبرى تحسنًا في البقاء على قيد الحياة عند دمج الجراحة مع العلاج الجهازي لهذا المرض. لكن هذه الدراسة تدمج العلاج المناعي في علاج المرضى الذين قد يستفيدون من الجراحة.

تُعد الأورام التي تصيب بطانة الرئتين أكثر انتشارًا، مما يجعل من الصعب استخدام الطرق التقليدية لتحديد مدى انتشار الورم أو تقييم فعالية العلاج باستخدام فحوصات التصوير المعتادة.

استخدام DNA الورم المنتشر في الدم

أجرى الفريق السريري في هذه الدراسة مع العلماء في المختبر لدراسة نهج جديد لاختبار DNA الورم المنتشر في الدم. غالبًا ما تُلقي الأورام بالحمض النووي للسرطان في مجرى الدم، ويمكن للأطباء فحص الدم للكشف عن وجود هذا الحمض النووي، لكن دورهم في اتخاذ القرارات السريرية لا يزال مجال اهتمام متطور.

تُعد هذه الطريقة تقدمًا مهمًا في تحديد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من الجراحة، وقد تشير إلى تغيير مستقبلي في إدارة ورم الظهارة المتوسطة المنتشر.

الخاتمة

رغم أن دراسة المرحلة الثانية لم تُصمم لقياس فعالية العلاج، إلا أن كلا فرعي التجربة أظهرا تحسنًا في الوقت من العلاج وحتى بدء نمو الأورام مرة أخرى ومدى البقاء الكلي. يُحذر الدكتور روس من استخلاص استنتاجات نهائية من هذه البيانات، لكنه يشير إلى أن النتائج تقدم إشارات إيجابية حول القيمة المحتملة للعلاج المناعي السابق للجراحة للمرضى الذين يمكن إزالة أورامهم جراحيًا، وتفتح نافذة من الفرص للدراسات المستقبلية.

بالرغم من أن الدراسة صغيرة، إلا أنها تفتح آفاقًا جديدة لفهم أفضل للعلاجات الممكنة لمرضى ورم الظهارة المتوسطة، مما يشير إلى الحاجة لمزيد من البحث لتطوير علاجات أفضل.

Scroll to Top