تعتبر النفايات البلاستيكية واحدة من أكبر التحديات البيئية في القرن الحادي والعشرين. فبينما يركز العلماء على الجسيمات البلاستيكية الكبيرة، تظهر الأبحاث الحديثة أن الجسيمات النانوية تشكل تهديدًا أكبر بكثير للبشر والبيئة. تتناول هذه المقالة الاكتشافات الحديثة في الكشف عن هذه الجسيمات الصغيرة وتأثيراتها المحتملة.
ما هي الجسيمات النانوية البلاستيكية؟
الجسيمات النانوية البلاستيكية هي جزيئات صغيرة جداً، أصغر بكثير من قطر شعرة الإنسان، وتنتج عن تحلل الجسيمات البلاستيكية الأكبر. تتسم هذه الجسيمات بأنها غير مرئية للعين المجردة ويمكنها عبور الحواجز العضوية مثل الجلد والحاجز الدموي الدماغي بسهولة.
تمثل الجسيمات النانوية تحدياً كبيراً لأنها لا تقتصر على التلوث البيئي، بل يمكن أن تؤثر أيضاً على الكائنات الحية. حتى الآن، لم تكن هناك طرق سريعة وموثوقة للكشف عنها، ما يترك فجوات كبيرة في فهمنا لتأثيرها على الصحة والبيئة.
التقنيات الحديثة لكشف الجسيمات النانوية
قام فريق من الباحثين في جامعة شتوتغارت بالتعاون مع مجموعة بحثية من ملبورن بتطوير طريقة جديدة للكشف عن الجسيمات النانوية. تعتمد هذه الطريقة على تغير الألوان في شريط اختبار خاص، مما يجعل الجسيمات مرئية تحت المجهر الضوئي، ويسمح للباحثين بعد الجسيمات وتحديد حجمها.
تستخدم هذه التقنية “غربال بصري” يعتمد على تأثيرات الرنين في فتحات صغيرة، مما يجعل الجسيمات النانوية مرئية. تتميز هذه الطريقة بأنها أقل تكلفة بكثير من الأساليب التقليدية مثل المجهر الإلكتروني، كما أنها لا تتطلب متخصصين لتشغيلها وتقلل من الوقت المطلوب للتحليل.
التطبيقات المحتملة في مجال الصحة والبيئة
يمكن استخدام الشريط الاختباري كأداة تحليلية بسيطة في الأبحاث البيئية والصحية، حيث يمكن أن يعمل كشريط اختبار محمول يوفر معلومات حول محتوى الجسيمات النانوية في المياه أو التربة مباشرة في الموقع.
يخطط الفريق لإجراء تجارب على الجسيمات النانوية غير الكروية، واستكشاف إمكانية استخدام العملية لتمييز بين أنواع مختلفة من البلاستيك. كما يسعى الباحثون للتعاون مع مجموعات بحثية أخرى لديها خبرة في معالجة العينات الحقيقية من المسطحات المائية.
الخاتمة
يمثل اكتشاف طريقة فعالة للكشف عن الجسيمات النانوية البلاستيكية خطوة هامة نحو فهم أعمق لتأثير هذه الجزيئات الصغيرة على البيئة وصحة الإنسان. يمكن أن تسهم هذه التقنية في تطوير استراتيجيات جديدة للمراقبة والسيطرة على التلوث البلاستيكي، مما يفتح الأبواب لمزيد من الأبحاث والتعاونات العلمية في هذا المجال الحساس.