اكتشاف أداة جديدة لتحديد الخلايا السرطانية المخفية في الورم الأرومي الدبقي

يعيش المرضى الذين يتم تشخيصهم بالورم الأرومي الدبقي لمدة 15 شهرًا في المتوسط. لكن التحدي الأكبر يكمن في القدرة على تحديد الخلايا السرطانية المخفية والتنبؤ بمكان نمو الورم في المستقبل. تعتقد جينيفر مونسن وفريقها البحثي في معهد فريالين للبحوث الطبية الحيوية أنهم قد طوروا أداة لتحقيق ذلك.

التقنيات المستخدمة في الكشف عن الخلايا السرطانية

تعتمد الطريقة التي وصفت مؤخرًا في مجلة الابتكارات الطبية الحيوية على دمج التصوير بالرنين المغناطيسي مع معرفة مونسن العميقة بكيفية حركة السوائل عبر الأنسجة البشرية، بالإضافة إلى خوارزمية طورها فريق مونسن لتحديد والتنبؤ بمكان ظهور السرطان مرة أخرى.

توضح مونسن، الأستاذة ومديرة مركز أبحاث السرطان بفرايلين في معهد VTC، أن “إذا لم تتمكن من العثور على الخلايا السرطانية، فلن تتمكن من القضاء عليها، سواء بإزالتها جراحيًا أو باستخدام العلاج الإشعاعي أو بالأدوية.”

التحديات الحالية في علاج الورم الأرومي الدبقي

في الوقت الحالي، يقوم الأطباء بتخطيط العمليات الجراحية لإزالة الأورام الأرومية الدبقية بناءً على الفحوصات الإشعاعية، ولكن هذا يوفر فقط رؤية للمنطقة المحيطة بحافة السرطان. أثناء الجراحة، تبرز الأصباغ الفلورية الخلايا السرطانية، لكن هذه الأصباغ لا تخترق بعمق وتحتاج الخلايا إلى أن تكون مرئية للعين.

تشير مونسن إلى أن “تلك الطرق لن تتمكن من رؤية الخلية التي هاجرت أو غزت بشكل أعمق في النسيج، وهو ما نعتقد أننا يمكننا تحقيقه باستخدام هذه الطريقة.”

دور حركة السوائل في الكشف عن الأورام

تتركز أبحاث مونسن بشكل أساسي على تدفق السوائل بين الخلايا في الأنسجة. وقد تبين أن هذا التدفق يختلف باختلاف الأمراض. في دراسات الورم الأرومي الدبقي، وجد مختبر مونسن أن التدفقات الأسرع تتنبأ بمكان غزو الخلايا السرطانية، بينما يرتبط الحركة العشوائية الأكثر للسائل، أو الانتشار، بغزو أقل من قبل الخلايا السرطانية.

ومع ذلك، فإن مقياسًا جديدًا طوره فريق مونسن أثبت أنه أفضل مؤشر. حيث يحدد تدفق السائل حول الورم مسارات، مثل الجداول التي تندمج مع الأنهار، والتي تتبعها الخلايا السرطانية للانتقال إلى الأنسجة المحيطة.

التطبيقات المحتملة وتطوير العلاجات المستقبلية

تقول مونسن: “هذا يمكن أن يخبر الجراح بمكان وجود فرصة أكبر لوجود خلايا ورمية أكثر، لذا قد يكونون أكثر عدوانية، إذا كان من الآمن للمريض استهداف منطقة أكثر غزوًا.”

تدعم اكتشافات مونسن عمل شركة ناشئة جديدة، كايرينا، التي تهدف إلى تحسين علاج السرطان من خلال نهج أكثر تخصيصًا للجراحة والعلاجات السرطانية.

وتضيف مونسن: “كايرينا تحاول أخذ هذا إلى المستوى التالي. هدفنا هو تزويد الجراحين وأطباء الأورام الإشعاعيين بخرائط احتمالية أو خرائط نقاط ساخنة، حيث نتوقع غزوًا أكبر للخلايا السرطانية لدعم تطبيق علاجي أكثر عدوانية، وأيضًا لتحديد الأماكن التي قد يكون بها غزو أقل، للمساعدة في تجنب العلاج غير الضروري للنسيج.”

الخاتمة

إن أبحاث جينيفر مونسن وفريقها تقدم أملًا جديدًا في مجال علاج الورم الأرومي الدبقي من خلال تقديم أداة تعتمد على فهم حركة السوائل في الأنسجة، مما يتيح تحديد الخلايا السرطانية المخفية بدقة أكبر. هذا النهج لا يساعد فقط في تحسين نتائج الجراحة، بل يوفر أيضًا إمكانية لتطوير علاجات أكثر تخصيصًا وفعالية. بدعم من عدة مؤسسات مرموقة، مثل المعهد الوطني للسرطان ومؤسسة ريد غيتس، فإن هذا البحث قد يكون خطوة كبيرة نحو مستقبل خالٍ من السرطان.

Scroll to Top