صدر مؤخرًا تقرير من البيت الأبيض يهدف إلى تحسين صحة الأطفال في الولايات المتحدة، وهو الثاني في سلسلة تهدف إلى معالجة الأزمات الصحية المرتبطة بالأطفال. يُطلق على التقرير اسم “استراتيجية جعل أطفالنا أكثر صحة”، وقد قوبل بانتقادات عديدة بسبب استبدال الانتقادات الموجهة لصناعة الغذاء بسلسلة من الأسئلة البحثية والمطالبات بتحرير المزارع الصغيرة.
خلفية التقرير وجهات النظر المتعددة
قاد التقرير الذي صدر في 9 سبتمبر لجنة تحت إشراف وزير الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، روبرت كينيدي جونيور، وشارك فيها مسؤولون من البيت الأبيض ورؤساء وكالات أخرى. يسلط التقرير الضوء على الأسباب الرئيسية للتدهور في صحة الأطفال في الولايات المتحدة، والتي تشمل سوء التغذية، والمواد الكيميائية، والخمول، و”الإفراط في العلاج”.
تحدث كينيدي جونيور خلال إطلاق التقرير عن مدى أهمية التوصيات الواردة فيه، والتي تصل إلى 128 توصية، مشيرًا إلى أنها تمثل ما كان يحلم به طوال حياته.
التوصيات البحثية والسياسات المقترحة
يقدم التقرير في بدايته قائمة من 23 برنامج بحثي مقترح، تشمل دراسات حول آثار الإشعاع الكهرومغناطيسي واستخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن السرطان لدى الشباب، بالإضافة إلى برامج بحثية حول إصابات اللقاحات. تتضمن التوصيات أيضًا تغييرات في السياسات مثل تطوير صناديق الغذاء لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية، وتحسين العمليات التنظيمية لمنتجات الوقاية من الشمس.
يدعو التقرير إلى تحرير مبيعات الحليب الكامل في المدارس، وإنشاء متاجر البقالة المتنقلة، وتخفيف اللوائح عن المزارع الصغيرة، بالإضافة إلى حملات توعية عامة حول صحة الأطفال وأهمية ممارسة الرياضة والتغذية السليمة.
الانتقادات الموجهة للتقرير
واجه التقرير انتقادات من خبراء مثل ماريون نيستلي من جامعة نيويورك، التي أشارت إلى افتقاره للتفاصيل والضعف في الإجراءات التنظيمية. وأكدت أن التقرير يركز بشكل كبير على الحاجة للمزيد من الأبحاث دون تحديد ما يجب فعله لتحسين نظام الغذاء للأطفال الأمريكيين.
كما أشار تقرير سابق إلى أن النظام الغذائي غير الصحي، والمواد الكيميائية، والإفراط في استخدام الشاشات، والعلاج الزائد هي أسباب زيادة معدلات السمنة والسكري والتوحد بين الأطفال في الولايات المتحدة.
التحولات في النسخة الجديدة من التقرير
التقرير الجديد يتبنى نهجًا مختلفًا، حيث يصف معايير مراجعة المبيدات الحالية بأنها “قوية”، ويطالب بدراسة إضافية لاتجاهات الإفراط في الوصفات الطبية. وقد أثار التقرير انتقادات من مجموعات مثل رابطة فول الصويا الأمريكية بسبب ما وصفته بتمثيلات خاطئة في تقرير مايو السابق.
على الرغم من هذه الانتقادات، يدعو التقرير الجديد إلى إزالة القيود المفروضة على الحليب كامل الدسم في المدارس وتحسين عملية تقديم المنح للمزارع المدرسية، دون الإشارة إلى إلغاء الإدارة الأمريكية لبرنامج يدعم تقديم الأغذية المحلية للمدارس.
الخاتمة
في الختام، يأتي تقرير “استراتيجية جعل أطفالنا أكثر صحة” في إطار جهود متعددة لتحسين صحة الأطفال في الولايات المتحدة، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في التنفيذ والتطبيق العملي. على الرغم من أن التقرير يقدم مجموعة واسعة من التوصيات، إلا أن غياب الخطط التفصيلية والإجراءات التنظيمية الصارمة يثير تساؤلات حول فعاليته في معالجة المشكلات الصحية المزمنة التي تواجه الأطفال.