في إنجاز علمي جديد، تمكن فريق من علماء الفلك بقيادة العالمان ليرد كلوز وريتشل فان كابلفين من اكتشاف كوكب خارجي فريد باستخدام نظام البصريات التكيفية المتطورة MagAO-X في تلسكوب ماجلان في تشيلي. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة في فهم تطور الكواكب وتشكيلها، حيث تم نشر النتائج في مجلة The Astrophysical Journal Letters.
مقدمة عن الأقراص الكوكبية الأولية
منذ سنوات، لاحظ العلماء وجود عشرات الأقراص الكوكبية الأولية المحاطة بالغاز والغبار حول النجوم الشابة. تعرض العديد من هذه الأقراص فجوات في حلقاتها، مما يشير إلى احتمال وجود كواكب ناشئة قريبة تقوم بجرف المواد، مثلما يقوم جرافة الثلج بفتح الطريق. ومع ذلك، لم يتم اكتشاف سوى ثلاثة كواكب ناشئة صغيرة حتى الآن في الفجوات بين النجم المضيف والحافة الداخلية للقرص الكوكبي الأولي.
قد كتب العديد من الأوراق النظرية حول الفجوات في الأقراص الكوكبية الأولية وارتباطها بالكواكب الناشئة، ولكن لم يتم العثور على دليل قاطع حتى الآن. يعتبر هذا الاكتشاف الجديد دليلًا على أن الكواكب الناشئة يمكن أن تكون مسؤولة عن هذه الفجوات.
الآلية التكنولوجية المستخدمة في الاكتشاف
اعتمد فريق كلوز على نظام البصريات التكيفية المتطور MagAO-X، الذي يعتبر من أقوى الأنظمة من نوعه في العالم. يُحسن هذا النظام دقة الصور التلسكوبية بشكل كبير عن طريق تعويض الاضطرابات الجوية التي تسبب وميض النجوم وتشويشها.
للكشف عن الكواكب المخفية في الفجوات، قام الفريق بالبحث عن انبعاث ضوء مرئي محدد يُعرف باسم ألفا الهيدروجين. هذا الضوء ينبعث عندما تسقط غازات الهيدروجين على الكواكب الناشئة، مما يؤدي إلى تكون بلازما ساخنة.
نتائج الاكتشاف
باستخدام تلسكوب ماجلان ونظام MagAO-X، تمكن الفريق من اكتشاف قرص WISPIT-2 الذي اكتشفته فان كابلفين مؤخرًا. في ضوء ألفا الهيدروجين، ظهر ضوء داخل الفجوة بين حلقتين من القرص الكوكبي الأولي، مما يشير إلى وجود كوكب.
تم تسمية الكوكب المكتشف حديثًا WISPIT 2b، وهو مثال نادر لكوكب ناشئ في طور جمع المواد حوله. يشبه النجم المضيف WISPIT 2 الشمس في الكتلة.
التحديات المستقبلية وأهمية الاكتشاف
يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة في فهم عملية تشكيل الكواكب. قد تكون الكواكب في نظام WISPIT-2 أكبر بعشر مرات من كواكب الغاز العملاقة في نظامنا الشمسي، مما يوفر نظرة عميقة على كيفية تشكل وتوزع الكواكب في مراحلها الأولى.
من خلال تكنولوجيا متطورة، يمكن للعلماء الآن رؤية الكواكب في مراحلها الشبابية، والتي تكون أكثر وضوحًا. إذا كان نظام WISPIT-2 في عمر نظامنا الشمسي، لكانت التكنولوجيا المستخدمة غير قادرة على اكتشافه بسبب برودة وظلام الكواكب.
الخاتمة
يمثل هذا الاكتشاف قفزة كبيرة في مجال علم الفلك وفهم كيفية تشكل الكواكب. بفضل التكنولوجيا المتطورة، يمكن للعلماء الآن اكتشاف الكواكب الناشئة في مراحلها الأولى، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تشكل أنظمة الكواكب وتطورها عبر الزمن.