تعد الدراسة الحديثة المنشورة في المجلة الطبية الأسترالية إشارة تحذيرية بشأن استخدام الأدوية المعروفة باسم “GLP-1 receptor agonists” بين النساء الأستراليات في سن الإنجاب. هذه الأدوية، التي تشمل عقار Ozempic، تُستخدم بشكل متزايد لفقدان الوزن، ولكن يبدو أن العديد من النساء اللواتي يستخدمنها لا يتبعن وسائل منع الحمل الفعالة، رغم المخاطر المعروفة أثناء الحمل.
زيادة استخدام GLP-1 بين النساء غير المصابات بالسكري
الهدف الأصلي من تطوير هذه الأدوية كان إدارة مرض السكري من النوع الثاني، لكنها الآن تلقى رواجاً كبيراً بسبب قدرتها على كبح الشهية والمساعدة في فقدان الوزن. ومع ذلك، تكشف الدراسة أن معظم الوصفات الطبية تُمنح للنساء غير المصابات بالسكري، مما يشير إلى تحول في استخدام هذه الأدوية.
في عام 2022 وحده، بدأت أكثر من 6000 امرأة في استخدام هذه الأدوية، وكان 90% منهن غير مصابات بالسكري. هذا الاستخدام الواسع بين النساء في سن الإنجاب يثير تساؤلات حول الوعي بالمخاطر المحتملة أثناء الحمل.
المخاطر المحتملة على الحمل والجنين
تشير نتائج الدراسة إلى أن 2.2% من النساء أصبحن حوامل خلال ستة أشهر من بدء العلاج بـ GLP-1، وكانت معدلات الحمل أعلى بين النساء الأصغر سناً المصابات بالسكري، وأولئك غير المصابات بالسكري في أوائل الثلاثينيات من العمر. كما تشير البيانات إلى أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض كن أكثر عرضة للحمل، مما يلمح إلى أن فقدان الوزن قد يحسن الخصوبة حتى لو كان ذلك بشكل غير مقصود.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات الحيوانية السابقة ارتباط التعرض لـ GLP-1 أثناء الحمل بضعف نمو الجنين وتشوهات هيكلية، وهو ما يثير القلق نظرًا لندرة البيانات البشرية المتاحة.
أهمية تحسين الممارسة السريرية والوعي الصحي
يبرز مؤلف الدراسة الرئيسي، الأستاذ المشارك لوك جزيشكوياك، الحاجة إلى تحسين الممارسات السريرية في أستراليا لضمان أن يكون الاهتمام بالصحة الإنجابية جزءًا من كل حوار طبي عند وصف هذه الأدوية لأي امرأة في سن الإنجاب. كما يشدد على ضرورة وجود توصيات وإرشادات أوضح للأطباء بشأن وصف هذه الأدوية للنساء.
من المهم أن تتحدث النساء إلى أطبائهن حول مخاطر وفوائد أدوية GLP-1 قبل استخدامها، واتباع ما يوصف من قبل متخصصي الرعاية الصحية.
الخاتمة
تبرز الدراسة الحديثة أهمية التوعية بالمخاطر المرتبطة باستخدام أدوية GLP-1 بين النساء في سن الإنجاب. على الرغم من الفوائد المحتملة لفقدان الوزن، فإن المخاطر المرتبطة بالحمل تتطلب اهتمامًا خاصًا. يجب أن يكون هناك توجيه أكثر وضوحًا من قبل الأطباء، وتوعية النساء بأهمية استخدام وسائل منع الحمل الفعالة عند استخدام هذه الأدوية. في النهاية، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتقييم تأثير هذه الأدوية على الحمل والأجنة لضمان الاستخدام الآمن والفعال لها.