فهم تأثير مشاهدة العنف على السلوك العدواني

تشير دراسة جديدة إلى أن مشاهدة العنف يمكن أن تجعل الأفراد أكثر عرضة للتصرف بعدوانية في وقت لاحق، ولكن هذا التأثير يعتمد على مدى الألفة. أظهرت الدراسة التي أجريت على الفئران الذكور أن الذين شاهدوا أقرانهم المعروفين يهاجمون الآخرين أصبحوا أكثر عنفًا بعد ذلك، وذلك بسبب نشاط الخلايا العصبية في اللوزة الدماغية التي تعمل على “تهيئة” العدوانية.

العنف والمراقبة: ما الذي يحدث في الدماغ؟

توضح الدراسة التي نُشرت في مجلة علم الأعصاب كيف أن مراقبة العنف يمكن أن تؤدي إلى سلوك عنيف لاحقًا. وركزت الدراسة على الفئران الذكور التي شاهدت أقرانها المعروفين يهاجمون الدخلاء. وتظهر النتائج أن الفئران التي شهدت هذا النوع من العنف أصبحت أكثر عدوانية، مما يشير إلى أن الألفة تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق.

عند تسجيل نشاط الخلايا العصبية في جزء من اللوزة الدماغية المسؤولة عن تهيئة العدوانية، لاحظ الباحثون أن هذه الخلايا كانت نشطة بشكل خاص عندما شهدت الفئران هجمات من قبل أقرانها المعروفين. هذا النشاط العصبي يعكس تأثير الألفة في تعزيز السلوك العدواني.

دور اللوزة الدماغية في تهيئة العدوانية

اللوزة الدماغية هي جزء من الدماغ معروف بتورطه في الاستجابات العاطفية والسلوك العدواني. في هذه الدراسة، تم التركيز على الخلايا العصبية في اللوزة التي تعمل على تهيئة العدوانية، حيث أظهرت نشاطًا متزايدًا أثناء مشاهدة الفئران للعدوان من قبل أقرانها المعروفين.

عندما تم تعطيل هذه الخلايا العصبية بشكل مصطنع، اختفى السلوك العدواني المكتسب بعد مشاهدة العنف. وعلى العكس، فإن تنشيط هذه الخلايا أثناء مشاهدة الغرباء العنيفين زاد من السلوك العدواني لدى الفئران المراقبة لاحقًا.

التدخلات المحتملة لعلاج العدوانية المكتسبة

تشير الدراسة إلى أن التدخل في نشاط الخلايا العصبية في اللوزة قد يكون له إمكانات في قمع السلوك العدواني المكتسب أو تعزيزه. يمكن أن تقدم هذه النتائج رؤى جديدة في تطوير علاجات عصبية وسلوكية تستهدف العدوانية المكتسبة من خلال المراقبة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم كيفية تأثير الألفة على تهيئة العدوانية يمكن أن يساعد في تصميم استراتيجيات لمنع انتشار العنف في المجتمع، خاصة بين الأفراد الذين يتعرضون لمشاهدة العنف بشكل متكرر.

الخاتمة

تقدم هذه الدراسة رؤى مهمة حول العلاقة بين مشاهدة العنف والسلوك العدواني المكتسب. الألفة مع المهاجمين تلعب دورًا هامًا في تعزيز العدوانية، مما يفتح المجال لتطوير استراتيجيات علاجية ووقائية تستهدف الخلايا العصبية في اللوزة الدماغية. هذه النتائج تقدم فهمًا أعمق لكيفية انتشار العنف في المجتمع وتوفر طرقًا جديدة للتعامل مع السلوك العدواني المكتسب.

Scroll to Top