تطور جديد في العلاج العصبي: واجهة عصبية لاسلكية قابلة للزرع لتوصيل الأدوية بدقة في الدماغ

في خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات عصبية أكثر فعالية، قام باحثون بتطوير جهاز واجهة عصبية لاسلكية قابلة للزرع، قادرة على توصيل الأدوية بدقة إلى المناطق العميقة من الدماغ. يستخدم الجهاز مضخة ميكروية مرنة وقنوات مصممة بشكل خاص لضمان التسريب الدوائي الخالي من التدفق العكسي، مما يلغي الحاجة إلى معدات خارجية.

التحديات التي تواجه علاج الأمراض العصبية

يُعتبر الحاجز الدموي الدماغي أحد أكبر التحديات في علاج الأمراض العصبية، حيث يصعب على الأدوية الوصول إلى المناطق المستهدفة، مما يزيد من خطر حدوث آثار جانبية عند إعطائها بشكل جهازي. وقد أصبحت الأجهزة الحالية لتوصيل الأدوية تعتمد على مضخات وأنابيب خارجية، مما يحد من حركة المرضى ويقلل من فعاليتها في الاستخدام طويل الأمد.

من خلال تطوير جهاز قابل للزرع بالكامل ومرن، تمكن الفريق من تحقيق توصيل دوائي دقيق بدون تدفق عكسي باستخدام مضخة ميكروية تحاكي التمعج المعوي وقناة فوهة-مشتت مائلة.

المزايا التقنية للجهاز الجديد

يتضمن الجهاز وحدة تحكم لاسلكية تسمح بتعديل معدل التسريب والجرعة في الوقت الحقيقي. وقد أجرى الفريق تجارب باستخدام نموذج دماغي من الجل الأجاروز، وأكدت النتائج أن الأدوية تم توصيلها بشكل مستمر دون تدفق عكسي وأن معدل التسريب والجرعة يمكن التحكم فيهما بحرية عبر الإشارات اللاسلكية.

كما تم تصنيع جميع المكونات من مواد ناعمة لضمان التوافق الجيد مع أنسجة الدماغ، مما يُظهر إدخال وتشغيل مستقرين.

إمكانيات العلاج الشخصي

يتوقع الباحثون أن يتطور هذا النظام إلى نظام علاج شخصي من خلال دمج الأقطاب الكهربائية وأجهزة الاستشعار لمراقبة إشارات الدماغ في الوقت الحقيقي وإعطاء الأدوية تلقائيًا عند الحاجة.

صرح البروفيسور كيونغ-إن جانغ، قائد الفريق، بأن الجهاز الذي تم تطويره في هذه الدراسة أتاح توصيل الأدوية بدقة لاسلكية إلى المناطق العميقة من الدماغ، وأنهم يخططون للتحقق من استقراره على المدى الطويل للتطبيق السريري وتوسيعه ليصبح منصة علاجية للأمراض العصبية المتنوعة.

الخاتمة

يمثل تطوير جهاز الواجهة العصبية اللاسلكية القابلة للزرع خطوة هامة نحو تحسين العلاجات العصبية. يمكن أن يفتح هذا الابتكار الآفاق لعلاجات طويلة الأمد ومخصصة للأمراض العصبية مثل مرض باركنسون والصرع، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير. بدعم من مشاريع تطوير التكنولوجيا الصناعية وعلوم النانو والمواد، يواصل الباحثون جهودهم لتحقيق تطبيقات سريرية واسعة لهذا الجهاز.

Scroll to Top