تكوين النجوم الأولى في الكون: دراسة تاريخ الكون المبكر

لطالما تساءل الفلكيون عن طبيعة النجوم الأولى التي تكوّنت في الكون. هذه النجوم كانت مسؤولة عن تشكيل العناصر الكيميائية الجديدة، مما أدى إلى إثراء الكون وإتاحة الفرصة للأجيال القادمة من النجوم لتشكيل الكواكب الأولى.

النجوم الأولى: تكوينها وخصائصها

تكوّنت النجوم الأولى من الهيدروجين والهيليوم النقيين، وكانت ذات كتل ضخمة، تصل إلى مئات أو حتى آلاف المرات ضعف كتلة الشمس. كانت هذه النجوم مضيئة بشكل مذهل، لكنها عاشت لفترة قصيرة انتهت بتفجيرات هائلة تعرف باسم السوبرنوفا. بسبب حياتها القصيرة وافتقارها للمواد الخام، لم يكن لديها الوقت أو القدرة على تكوين الكواكب.

يعتقد الفلكيون أن هذه النجوم لم تعد موجودة لتُرصد، نظراً لانتهاء حياتها منذ فترة طويلة. ومع ذلك، تشير دراسات حديثة إلى احتمالية وجود نجوم ذات كتلة أقل تكوّنت في الكون المبكر.

دراسات جديدة تكشف عن احتمالات جديدة

نُشرت دراستان في النصف الأول من عام 2025 تقترحان أن السحب الغازية المنهارة في الكون المبكر قد تكون قد شكلت نجومًا ذات كتل أقل. استخدمت إحدى الدراسات محاكاة حاسوبية جديدة لنمذجة الاضطرابات داخل السحابة، مما أدى إلى تجزئة السحابة إلى كتل أصغر تشكل النجوم.

الدراسة الأخرى، وهي تجربة معملية مستقلة، أظهرت كيف يمكن أن يتشكل الهيدروجين الجزيئي، وهو جزيء أساسي في تكوين النجوم، في وقت أبكر وبكميات أكبر مما كان متوقعًا.

دور الكيمياء في الكون المبكر

الكيمياء لعبت دورًا أكبر مما كان متوقعًا في الكون المبكر. تفاعل الهيدروجين الجزيئي مع المتغيرات الكيميائية ساعد في تبريد السحب الغازية، مما جعلها أكثر عرضة للانهيار تحت تأثير الجاذبية وتشكيل النجوم ذات الكتل الأقل.

في دراسة نُشرت في يوليو 2025، أظهر فريق من الباحثين أن الهيدريد الهيليومي، وهو أول جزيء تشكل في الكون، كان أكثر وفرة مما كان يعتقد سابقًا. هذه الوفرة ساعدت في تبريد السحب الغازية بشكل أسرع.

التحديات والمستقبل

البحث عن النجوم ذات الكتل الأقل التي ربما لا تزال موجودة في الكون ليس بالأمر السهل. هذه النجوم منخفضة اللمعان، مما يجعل اكتشافها صعبًا. ومع ذلك، فإن الفلكيين يواصلون جهودهم في محاولة العثور عليها.

إذا تمكن العلماء من اكتشاف هذه النجوم، فإن ذلك سيوفر رؤى جديدة حول تكوين النجوم والكواكب في الكون المبكر.

الخاتمة

تُظهر الدراسات الحديثة أن الكون المبكر كان أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد. الكيمياء لعبت دورًا محوريًا في تشكيل النجوم الأولى، وربما لم تكن كل النجوم الأولى ضخمة كما كان يعتقد. إذا استمرت البحوث في هذا الاتجاه، فقد نتمكن من إعادة كتابة تاريخ الكون المبكر وفهم أعمق لكيفية تشكل النجوم والكواكب.

Scroll to Top