استخدام بخاخ الأنف أزيلاستين في الوقاية من العدوى التنفسية

في ظل انتشار الجائحات الفيروسية وازدياد الحاجة إلى وسائل وقائية فعالة، يبرز بخاخ الأنف أزيلاستين كأداة محتملة في مكافحة العدوى التنفسية. يستعرض هذا المقال نتائج دراسة حديثة تسلط الضوء على فعالية هذا البخاخ في تقليل الإصابات بفيروس كورونا وغيره من الفيروسات التنفسية.

مقدمة عن بخاخ الأنف أزيلاستين

يُعتبر بخاخ الأنف أزيلاستين من العلاجات المتاحة منذ عقود لعلاج حمى القش، وهو متوفر بدون وصفة طبية. تُظهر الدراسات السابقة التي أُجريت في المختبرات أن له تأثيرات مضادة للفيروسات، بما في ذلك SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19. ومع ذلك، فإن الدراسة السريرية الحالية تمثل أول دليل على فعاليته في الوقاية في بيئة العالم الحقيقي.

تشير النتائج إلى أن مجموعة الأزيلاستين أظهرت انخفاضًا كبيرًا في الإصابات بفيروس كورونا، فضلًا عن انخفاض في الأعراض المرتبطة بالعدوى. كما لوحظ أيضًا انخفاض في نسبة الإصابة بالفيروسات الأنفية، التي تُعد من المسببات الرئيسية لأمراض الجهاز التنفسي.

تفاصيل الدراسة السريرية

أجريت الدراسة ضمن إطار تجريبي عشوائي مزدوج التعمية تحت اسم “CONTAIN”، وتعاون فيها العديد من المؤسسات البحثية، بما في ذلك معهد الصيدلة السريرية ومعهد الفيروسات. كانت الدراسة مدعومة من الشركة الصيدلانية URSAPHARM Arzneimittel GmbH التي قامت بتصنيع المنتج التجريبي.

أظهرت النتائج أن 1.8% فقط من المشاركين في مجموعة العلاج أصيبوا بعدوى الفيروس الأنفي، مقارنة بـ6.3% في مجموعة الدواء الوهمي. هذه النسبة مشابهة لتلك المتعلقة بعدوى SARS-CoV-2، مما يشير إلى فعالية البخاخ في تقليل العدوى الفيروسية بشكل عام.

التطبيقات العملية والتوصيات المستقبلية

يرى البروفيسور روبرت بالس أن بخاخ الأنف أزيلاستين يمكن أن يكون وسيلة وقائية إضافية متاحة بسهولة، خاصة للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة، خلال فترات ارتفاع معدلات العدوى أو قبل السفر. ومع ذلك، يؤكد بالس على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من فعالية البخاخ ومعرفة مدى تأثيره على مختلف مسببات الأمراض التنفسية.

تعتبر هذه الدراسة مثالًا ناجحًا على التعاون بين البحث الأكاديمي والشركاء الصناعيين ومبادرات الصحة العامة، مما يعزز الإمكانيات المستقبلية لاستخدام أزيلاستين كعلاج وقائي عند الطلب.

الخاتمة

توضح الدراسة الحديثة الفعالية المحتملة لبخاخ الأنف أزيلاستين في تقليل العدوى التنفسية، بما في ذلك فيروس كورونا والفيروس الأنفي. بينما تبرز النتائج الأولية إيجابية البخاخ كوسيلة وقائية، فإن الحاجة إلى دراسات أوسع وأكثر شمولية تظل ضرورية لتأكيد هذه الفوائد وتوسيع نطاق استخدامها. يبقى أزيلاستين خيارًا واعدًا ضمن الترسانة الوقائية ضد الجائحات الفيروسية، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث والتطبيقات العملية في المستقبل.

Scroll to Top