تصميم تلسكوب فضائي مستطيل لاكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض

مع تقدم الأبحاث في مجال الفضاء، يتزايد الاهتمام بتطوير تلسكوبات جديدة قادرة على اكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض خارج نظامنا الشمسي. في هذا السياق، يبرز تصميم جديد لتلسكوب مستطيل الشكل كحل مبتكر يمكن أن يغير قواعد اللعبة في اكتشاف الكواكب الخارجية.

التصميم المستطيل: ثورة في تكنولوجيا التلسكوبات

أظهرت دراسة حديثة أن تصميم التلسكوب بشكل مستطيل بدلاً من الشكل الدائري التقليدي يمكن أن يكون ضرورياً لاكتشاف الكواكب القريبة الشبيهة بالأرض. يعتمد هذا التصميم على مرآة مستطيلة بقياس 65.6 × 3.3 قدم، وهو ما يعتبر بمثابة ثورة في تكنولوجيا التلسكوبات الفضائية.

يتيح هذا التصميم الجديد إمكانية اكتشاف الكواكب التي تدور حول نجوم تشبه الشمس، باستخدام تلسكوب بحجم تقريباً معادل لحجم تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ولكن مع مرآة مستطيلة بدلاً من دائرية. يعتقد العلماء أن هذا النهج يمكن أن يكون أكثر فعالية وأقل تكلفة من الحلول التقليدية.

لماذا تحتاج إلى تلسكوب مستطيل؟

يعتقد الباحثون أن التلسكوب المستطيل يمكن أن يكون الحل لمشكلة اكتشاف الكواكب ذات الغلاف الجوي المشبع ببخار الماء. يتطلب ذلك تلسكوباً قادراً على اكتشاف الضوء بطول موجي يبلغ 10 ميكرون، وهو الطول الموجي الذي ينبعث منه بخار الماء في الأشعة تحت الحمراء.

يعتبر تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) حالياً من أقوى التلسكوبات، إلا أن مرآته المجزأة ذات القطر 6.5 متر تعتبر غير كافية لحل كوكب بحجم الأرض عند هذا الطول الموجي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى تلسكوب أكبر بمرآة مستطيلة.

التحديات التقنية والاقتصادية

على الرغم من الفوائد المحتملة للتلسكوب المستطيل، إلا أن هناك تحديات تقنية واقتصادية كبيرة تواجه هذه الفكرة. من بين هذه التحديات ضرورة إطلاق العديد من التلسكوبات الصغيرة إلى الفضاء لتعمل كمقياس تداخل بصري. يتطلب هذا الأمر محاذاة دقيقة للغاية بين هذه التلسكوبات، وهو تحدٍ تكنولوجي قد يكون مكلفاً وربما غير ممكن مع التكنولوجيا الحالية.

مع ذلك، فإن فريق الباحثين بقيادة هايدي نيوبرغ يعتقد أن التلسكوب المستطيل يمكن أن يكون أقل تكلفة وأكثر كفاءة من الحلول البديلة، مثل المرايا الدائرية الكبيرة أو مقياس التداخل.

الإمكانات المستقبلية

يقدر العلماء أن هناك حوالي 69 نجماً شبيهاً بالشمس، بالإضافة إلى ما يقرب من 300 نجم من نوع الأقزام الحمراء، ضمن مسافة 32.6 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي، يمكن استهدافها باستخدام تلسكوب مستطيل.

يشير الباحثون إلى أن هذا التصميم يمكن أن يكتشف نصف الكواكب الشبيهة بالأرض التي تدور حول نجوم شبيهة بالشمس خلال ثلاث سنوات فقط. إذا كان هناك كوكب شبيه بالأرض لكل نجم شبيه بالشمس في المتوسط، فإن ذلك يعني اكتشاف حوالي 30 كوكباً واعداً.

الخاتمة

يشكل تصميم التلسكوب المستطيل ابتكاراً مهماً في مجال الفضاء، مع إمكانية كبيرة لاكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض. على الرغم من التحديات التقنية والاقتصادية، إلا أن الفوائد المحتملة تجعل من هذه الفكرة جديرة بالاهتمام. يمكن أن يغير هذا التصميم الجديد الطريقة التي نكتشف بها العوالم الأخرى، ويفتح آفاقاً جديدة في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض.

Scroll to Top