تحليل شامل لتأثير حرائق الغابات على السكان حول العالم

تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science إلى أن التعرض البشري لحرائق الغابات يشهد تغيرات ملحوظة على مستوى العالم، مع تركز كبير في القارة الإفريقية. على الرغم من أن الحرائق في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا تحظى بتغطية إعلامية واسعة، إلا أن الدراسة تكشف أن 85% من التعرض البشري للحرائق يحدث في إفريقيا.

حرائق الغابات في إفريقيا: التحدي الكبير

توضح الدراسة أن خمس دول في وسط إفريقيا – الكونغو، جنوب السودان، موزمبيق، زامبيا وأنغولا – تمثل نصف التعرض العالمي للحرائق. هذه النسبة العالية تشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الدول فيما يتعلق بإدارة الحرائق وحماية السكان.

تُعزى هذه النسبة العالية جزئيًا إلى الكثافة السكانية العالية في المناطق المعرضة للحرائق، بالإضافة إلى نقص الموارد والتكنولوجيا اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث. تحتاج هذه الدول إلى دعم دولي لتعزيز قدراتها في التخفيف من تأثيرات الحرائق.

التحديات في الولايات المتحدة وأستراليا

على الرغم من التركيز الإعلامي الكبير على حرائق الغابات في الولايات المتحدة، تشير الدراسة إلى أن حصة هذه البلاد من التعرض البشري للحرائق لا تتجاوز 2.5% من الإجمالي العالمي. ومع ذلك، فإن منطقة كاليفورنيا تُعد من النقاط الساخنة عالميًا بسبب الحرائق الشديدة التي تعاني منها.

توضح الدراسة أن 72% من التعرض البشري للحرائق في الولايات المتحدة يحدث في كاليفورنيا، مما يعكس التحديات الخاصة التي تواجهها هذه الولاية في إدارة الحرائق والتخفيف من آثارها.

التغيرات المناخية وتأثيرها على حرائق الغابات

يلعب التغير المناخي دورًا كبيرًا في زيادة شدة الحرائق في أمريكا الشمالية والجنوبية. أدى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة إلى خلق ظروف “أحوال جوية للنيران” شديدة تؤدي إلى حرائق أكثر شدة وتكرارًا.

تشير الدراسة إلى زيادة بنسبة 50% في شدة الأحوال الجوية المناسبة للحرائق خلال العقود الأربعة الماضية، مما يضاعف التحديات التي تواجهها الدول في إدارة هذه الكوارث الطبيعية.

دور النمو السكاني والهجرة

أحد العوامل الأساسية في زيادة التعرض البشري للحرائق هو النمو السكاني والهجرة إلى المناطق المعرضة للحرائق. على الرغم من عدم وجود زيادة كبيرة في نشاط الحرائق عالميًا، إلا أن انتقال السكان إلى هذه المناطق يزيد من احتمالية تعرضهم للحرائق.

تعكس هذه الظاهرة الحاجة إلى تخطيط حضري أفضل يأخذ في الاعتبار مخاطر الحرائق ويعمل على تقليل التعرض لها من خلال حلول هندسية وتقنيات إدارة الأراضي.

الخاتمة

تسلط الدراسة الضوء على التباين العالمي في التعرض البشري لحرائق الغابات وأهمية اتخاذ إجراءات استباقية للحد من المخاطر. مع تزايد التغيرات المناخية والنمو السكاني في المناطق المعرضة للحرائق، يصبح من الضروري تبني استراتيجيات فعّالة لإدارة الحرائق، مثل إدارة الغطاء النباتي والتعليم العام والحلول الهندسية لتقليل إشعال الحرائق البشرية.

يبقى التعاون الدولي والدعم التكنولوجي من العوامل الأساسية في تعزيز قدرات الدول على مواجهة تحديات الحرائق المستقبلية وحماية المجتمعات من هذه الكوارث الطبيعية.

Scroll to Top