بكسدروستات: أمل جديد في علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج

يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، حيث يؤثر على حوالي 1.3 مليار شخص عالميًا. ومع ذلك، يبقى التحكم في هذا المرض تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. في هذا السياق، تقدمت الأبحاث بدواء جديد يحمل اسم بكسدروستات، والذي أظهر نتائج واعدة في خفض ضغط الدم.

أهمية دراسة بكسدروستات

قاد البروفيسور براين ويليامز من معهد العلوم القلبية الوعائية في كلية لندن الجامعية تجربة دولية لدراسة تأثير بكسدروستات. شملت هذه التجربة ما يقرب من 800 مريض من 214 عيادة حول العالم، وكانت ممولة من قبل شركة أسترازينيكا.

أظهرت نتائج التجربة، التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب 2025 في مدريد ونشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أن المرضى الذين تناولوا بكسدروستات بمقدار 1 ملغ أو 2 ملغ يوميًا شهدوا انخفاضًا في ضغط الدم بمقدار 9-10 ملغ زئبقي مقارنةً بالعلاج الوهمي، وهو انخفاض كافٍ لتقليل مخاطر الأمراض القلبية الوعائية.

كيفية عمل بكسدروستات

يعتمد ضغط الدم بشكل كبير على هرمون الألدوستيرون، الذي يساعد الكلى في تنظيم توازن الملح والماء في الجسم. في بعض الحالات، ينتج الجسم كميات زائدة من الألدوستيرون مما يؤدي إلى احتباس الملح والماء ورفع ضغط الدم.

يعمل بكسدروستات عن طريق منع إنتاج الألدوستيرون، مما يعالج بشكل مباشر السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. هذا التقدم يعكس عقودًا من الأبحاث التي حاولت حل مشكلة الألدوستيرون دون نجاح يذكر.

التحديات المستقبلية والتوقعات

على الرغم من التقدم المحرز، لا يزال التحكم في ضغط الدم يمثل تحديًا في العديد من البلدان، خاصة في الدول الشرقية والدول ذات الدخل المنخفض، حيث يعاني أكثر من نصف المصابين من ارتفاع ضغط الدم. وفقًا للأرقام، يعيش 226 مليون شخص في الصين و199 مليون في الهند مع هذا المرض.

توصي الإرشادات الجديدة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب لعام 2024 بالوصول إلى ضغط دم أقل من 130/80 ملم زئبقي، مما يزيد من التحدي في التحكم في ضغط الدم.

الخاتمة

يعد بكسدروستات خطوة هامة نحو تحسين علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، حيث أظهر فعالية في خفض مستويات ضغط الدم بشكل ملحوظ. قد يكون هذا الدواء أملًا لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من صعوبة في السيطرة على ضغط الدم، مما قد يسهم في تقليل مخاطر الأمراض القلبية والوعائية ويحسن نوعية الحياة للعديد من المرضى.

Scroll to Top