في خطوة مهمة نحو تعزيز الوصول إلى الفضاء، كشفت شركة Rocket Lab عن منصة الإطلاق الجديدة لصاروخها المبتكر “نيوترون” في منشأة والوبس للطيران الفضائي التابعة لناسا في جزيرة والوبس بولاية فيرجينيا. هذا الصاروخ الجديد يتميز بتصميم فريد يعكس الابتكار في مجال صناعة الصواريخ، حيث يُتوقع أن يبدأ إطلاقه الأول قبل نهاية عام 2025.
التصميم المبتكر لصاروخ نيوترون
يُعتبر صاروخ نيوترون من Rocket Lab أول صاروخ معاد استخدامه تم بناؤه خصيصًا لدخول سوق إطلاق الأقمار الصناعية المتوسطة الحجم. يتميز الصاروخ بتصميم فريد من نوعه حيث يحتوي على مرحلة ثانية تقع داخل المرحلة الأولى، بدلاً من الوضع التقليدي فوقها. وقد أُطلق على الفتحة المعدنية للمرحلة الأولى لقب “الهيبو الجائع”، والتي تفتح لتطلق المرحلة الثانية الحاملة للأقمار الصناعية.
يتكون الصاروخ من مواد مركبة خفيفة الوزن مصممة خصيصًا من قبل Rocket Lab، ويبلغ ارتفاعه 141 قدمًا (43 مترًا) وقادر على حمل حمولة تصل إلى 28,660 رطل (13,000 كجم) إلى مدار الأرض المنخفض. يتم تشغيل المرحلة الأولى من الصاروخ بواسطة تسعة محركات “أرخميدس” الجديدة التي تعمل بالميثان السائل والأكسجين السائل.
إمكانات الإطلاق والتوسع المستقبلي
مع افتتاح منصة الإطلاق الجديدة، تأمل Rocket Lab في تعزيز قدرتها على تقديم خدمات إطلاق موثوقة ومتنوعة. تقع منصة الإطلاق في المجمع الثالث وتتكون من الخرسانة والصلب المطلي بألوان الشركة الأحمر والأسود والرمادي، مع مساحة للتوسع لدعم معدلات إطلاق مرتفعة.
أوضح بيتر بيك، الرئيس التنفيذي لشركة Rocket Lab، أن المنصة تعمل كمحطة ذكية قادرة على دمج أنظمة متعددة لتقليل التعقيد من الصاروخ نفسه. هذا النهج يعكس تطور التصميم بحيث يبدو كآلة حية تتنفس وتعمل بكفاءة.
التحديات والتطورات في تصميم نيوترون
منذ الكشف الأول عن مفهوم صاروخ نيوترون في مارس 2021، شهد التصميم تغييرات عدة حيث زاد عدد المحركات من سبعة إلى تسعة، وتم إضافة منصة هبوط جديدة تتيح الهبوط في البحر لبعض المهام. هذا التحول يعكس استجابة الشركة للمتطلبات السوقية المتغيرة والابتكارات التقنية.
إضافة إلى ذلك، أثرت الأحداث الجيوسياسية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا على السوق، مما أتاح فرصة لـ Rocket Lab لملء الفجوة التي تركها خروج بعض الشركات من الأسواق الروسية. كما زادت حمولة الأقمار الصناعية، مما دفع الشركة إلى تحسين قدرات الصاروخ لتلبية هذه الاحتياجات الجديدة.
الخاتمة
يمثل إطلاق صاروخ نيوترون خطوة هامة نحو توسيع الوصول إلى الفضاء وتلبية الطلب المتزايد على إطلاق الأقمار الصناعية المتوسطة. مع التصميم المبتكر والقدرات المتزايدة، تتوقع Rocket Lab أن تلعب دورًا محوريًا في صناعة الفضاء. ومع وجود عملاء جاهزين لإطلاقاتهم المستقبلية، يبدو أن نيوترون سيشكل حجر زاوية في استراتيجيات الشركة المستقبلية.