في مواجهة التحديات الصحية العالمية، أظهرت دراسة حديثة أن النظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تقليل مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. الدراسة التي أجريت من قبل باحثين في جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات، تشير إلى أن التغيرات البسيطة والمستدامة في النظام الغذائي ونمط الحياة قد تمنع ملايين الحالات من هذا المرض حول العالم.
مكونات النظام الغذائي المتوسطي
يعتبر النظام الغذائي المتوسطي من الأنظمة الغذائية الشهيرة التي تعتمد على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية مثل زيت الزيتون. كما يتضمن تناول كميات معتدلة من الألبان والبروتينات الخالية من الدهون، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء.
قد أظهرت الأبحاث السابقة أن هذا النظام الغذائي يرتبط بنتائج صحية أفضل، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، حيث يعمل على تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهابات في الجسم.
دراسة PREDIMED-Plus
قامت دراسة PREDIMED-Plus بمشاركة 4746 فردًا من مختلف الجامعات في إسبانيا بالتعاون مع جامعة هارفارد، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة التدخل ومجموعة التحكم. اعتمدت مجموعة التدخل على نظام غذائي متوسطي مع تقليل استهلاك السعرات الحرارية بحوالي 600 سعرة في اليوم، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني المعتدل مثل المشي السريع وتمارين القوة والتوازن، مع الحصول على دعم مهني لفقدان الوزن.
بينما اقتصرت مجموعة التحكم على اتباع النظام الغذائي المتوسطي دون أي تقييد للسعرات أو إرشادات ممارسة الرياضة أو دعم مهني.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن الأفراد في مجموعة التدخل كان لديهم مخاطر أقل بنسبة 31% للإصابة بالنوع الثاني من السكري مقارنة مع المجموعة الضابطة. إضافة إلى ذلك، فقد خسر المشاركون في مجموعة التدخل وزنًا بمعدل 3.3 كيلوغرامات وقللوا من محيط خصرهم بمقدار 3.6 سنتيمترات، مقارنة بـ 0.6 كيلوغرامات و0.3 سنتيمترات في مجموعة التحكم.
يعتبر هذا التقدم واضحًا في مجال الصحة العامة، حيث أن إضافة التحكم في السعرات والنشاط البدني إلى النظام الغذائي المتوسطي يمنع حوالي ثلاثة أشخاص من كل مائة من تطوير السكري.
الخاتمة
تؤكد هذه الدراسة على أهمية الجمع بين النظام الغذائي المتوسطي والعادات الصحية الأخرى مثل تقليل السعرات الحرارية والنشاط البدني المنتظم، للحصول على فوائد صحية أكبر وتقليل مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. إن اعتماد هذه التغييرات البسيطة والمستدامة يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة ويسهم في منع انتشار مرض السكري على نطاق واسع.