تشير الأبحاث الحديثة إلى أن فحوصات العين الروتينية قد تكون أداة فعالة لاكتشاف علامات مرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى قبل ظهور الأعراض بسنوات. تعتمد هذه النتيجة على دراسة أجريت على الفئران التي تحمل طفرة جينية شائعة تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
العيون نافذة إلى الدماغ
تعتبر الشبكية جزءًا من الجهاز العصبي المركزي، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها امتداد للدماغ. تشارك الشبكية نفس النسيج مع المخ، مما يجعلها موقعًا موثوقًا لمتابعة الصحة العصبية. وبالتالي، فإن أي تغييرات في الأوعية الدموية في الشبكية قد تقدم أدلة مبكرة حول صحة الدماغ والأمراض العصبية مثل الزهايمر.
أظهرت الدراسة أن الفئران التي تحمل طفرة MTHFR677C>T أظهرت تغييرات غير طبيعية في الأوعية الدموية للشبكية، تعكس التغيرات في الدماغ المرتبطة بتدفق الدم الضعيف وزيادة خطر التدهور الإدراكي. قد تشير الأوعية الملتوية والضيقة في الشبكية إلى مشاكل ارتفاع ضغط الدم الذي يحد من نقل الأكسجين والعناصر الغذائية.
الطفرة الجينية وعلاقتها بالخطر
تحمل نسبة تصل إلى 40% من البشر الطفرة الجينية MTHFR677C>T، والتي أظهرت الأبحاث أنها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. في الفئران، لوحظ أن الأوعية في الشبكية تظهر التواءات وتورمًا في الشرايين وتقليل في تفرع الأوعية في سن مبكرة تصل إلى ستة أشهر.
هذا يعكس التغيرات في الدماغ المرتبطة بتدفق الدم الضعيف وزيادة خطر التدهور الإدراكي. الأوعية التي تظهر ملتوية ومتشابكة أكثر من المعتاد يمكن أن تشير إلى مشاكل مع ارتفاع ضغط الدم، حيث يحد النسيج الضيق من نقل العناصر الغذائية والأكسجين.
العين كعلامة حيوية قوية
تؤكد هذه النتائج أن الشبكية يمكن أن تكون علامة حيوية قوية لأمراض الزهايمر والخرف الأخرى. يمكن لفحص العين الروتيني أن يكشف عن الخطر المحتمل للإصابة بأمراض الدماغ قبل 20 عامًا من ظهور الأعراض. إذا تمكن الأطباء من رؤية التغيرات الوعائية الغريبة في شبكية العين، فسيكون ذلك مؤشرًا على وجود تغيرات مشابهة في الدماغ.
تعمل هذه الدراسة على توسيع الفهم لكيفية تأثير صحة الأوعية الدموية في الشبكية على خطر الإصابة بالخرف، وتقدم رؤى هامة للأشخاص الذين يحملون هذا العامل الجيني.
الخاتمة
في الختام، تقدم الأبحاث في مجال الشبكية وعلاقتها بصحة الدماغ آفاقًا واعدة في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى. من خلال فهم التغيرات الوعائية في الشبكية، يمكن للأطباء تقديم تدخلات مبكرة، ما قد يساهم في تقليل الأضرار الإدراكية التي قد تتطور على مدى سنوات طويلة. من المهم مواصلة الأبحاث للتأكد من إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر، والتأكد من أن فحوصات العين يمكن أن تصبح جزءًا من الروتين الطبي للكشف عن الأمراض العصبية.


