تأثير تغطية الفم والعينين على اكتساب الكلمات عند الأطفال

تشير دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والثلاث سنوات يمكنهم تعلم كلمات جديدة بنجاح حتى عندما يكون فم المتحدث أو عينيه مغطاة. وقد أظهرت النتائج أن قدرة الأطفال على متابعة نظرة المتحدث وربط الكلمات بالأشياء هي التي تدفع عملية تعلم المفردات، بدلاً من الاعتماد على رؤية حركات الفم.

أهمية تتبع النظرة في تعلم الكلمات

من المعروف أن مهارات تتبع النظرة لدى الأطفال تلعب دوراً حاسماً في تطور مفرداتهم خلال السنة الثانية من العمر. حيث يساهم ذلك في تحسين قدرة الأطفال على الربط بين الكلمات والأشياء غير المألوفة بعد تفاعل سمعي بصري قصير. وتشير الدراسة إلى أن تغييرات في أنماط الانتباه بسبب ارتداء الأقنعة لم تعيق تشكيل الروابط بين الكلمات والأشياء.

ووفقاً للدراسة، فإن الأطفال الذين تتبعوا نظرة المتحدث وأظهروا اهتماماً بالأشياء المعروضة كانوا أكثر نجاحاً في تعلم الكلمات الجديدة. هذا يشير إلى أن التعلم يعتمد بشكل كبير على فهم اجتماعي واستكشاف بصري للأشياء أكثر من كونه معتمداً على المعلومات السمعية البصرية من الفم.

تأثير الأقنعة والعدسات على تعلم المفردات

في سياق جائحة كوفيد-19، ظهرت مخاوف حول تأثير الأقنعة على تطور اللغة لدى الأطفال الصغار. لكن الدراسة تقدم تطمينات بأن تغطية الفم أو العينين لا يعيق تعلم المفردات عند الأطفال الصغار. حيث أظهرت النتائج أن الأطفال تمكنوا من تعلم الكلمات الجديدة بكفاءة سواء كان المتحدث يرتدي قناعاً أو نظارات تغطي العينين.

هذا يعزز الفهم بأن استراتيجيات الانتباه المثلى للأطفال تعتمد على التفاعل الاجتماعي والاستكشاف البصري أكثر من التركيز على حركات الفم أو العينين.

استراتيجيات تعزيز تعلم الكلمات عند الأطفال

تشير نتائج الدراسة إلى أن تعزيز تعلم المفردات في مرحلة الطفولة يمكن تحقيقه من خلال تشجيع استكشاف أعمق للأشياء المعنية، إلى جانب الانتقال السريع بين وجه المتحدث والأشياء. ومن المهم أن ندرك أن الانتباه للفم قد يكون مفيداً في مواقف معالجة الكلام الأكثر تعقيداً، مثل الأطفال الذين يعانون من إعاقات سمعية أو اضطرابات لغوية أو اضطرابات طيف التوحد.

يشير الباحثون إلى أن الاستراتيجيات التي تركز على تعزيز التفاعل الاجتماعي واستكشاف الأشياء يمكن أن تكون أكثر فعالية في تعزيز تعلم المفردات في سياقات التعلم الطبيعية.

الخاتمة

توضح الدراسة أن الأطفال الصغار قادرون على تعلم كلمات جديدة حتى في وجود عوائق بصرية مثل الأقنعة أو النظارات. وهذا يشير إلى أن استراتيجيات الانتباه الفعالة تعتمد على الفهم الاجتماعي واستكشاف الأشياء بدلاً من التركيز على حركات الفم أو العينين. تقدم هذه النتائج تطمينات بشأن استخدام الأقنعة وتأثيرها المحتمل على تطوير اللغة لدى الأطفال، وتشير إلى أن تعزيز تعلم الكلمات يمكن تحقيقه من خلال تشجيع التفاعل الاجتماعي واستكشاف الأشياء.

Scroll to Top