تشهد الولايات المتحدة جدلاً حادًا حول تأثير تخفيضات الميزانية الفيدرالية المقترحة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب على قدرات التنبؤ بالطقس وأنظمة التحذير من الكوارث. يأتي هذا في أعقاب وفاة أكثر من 100 شخص في فيضانات تكساس، وسط اتهامات بأن هذه التخفيضات قد تؤدي إلى تفاقم المخاطر المستقبلية.
تخفيضات الميزانية وتأثيرها على الأبحاث الجوية
تنوي إدارة ترامب تقليص ميزانية الوكالات الفيدرالية المعنية برصد الطقس والكوارث بمقدار 163 مليار دولار في السنة المالية القادمة، ما يجعلها الأقل في التاريخ الحديث. تحذر الأوساط العلمية من أن هذه التخفيضات ستؤثر بشكل كبير على قدرة البلاد في التنبؤ بالكوارث الطبيعية والتعامل معها.
يشمل ذلك تقليص أقسام كاملة من الأبحاث الجوية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ونصف قسم العلوم في ناسا، إضافة إلى إغلاق مختبرات دراسة الطقس القاسي والأقمار الصناعية المستخدمة في الرصد الجوي.
التأثير على الأبحاث والتنبؤات المستقبلية
أوضح العلماء أن قدرة الوكالات على تحسين نماذج التنبؤ بالطقس ستتعرض للتدهور في حال تنفيذ هذه التخفيضات. تعتمد دقة التنبؤات الحالية على مجموعة من النماذج عالية الدقة التي تطورها NOAA، والتي تساعد في التنبؤ بالعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة.
إذا استمرت التخفيضات، قد يتوقف تطوير هذه النماذج الحيوية، مما يعرض البلاد لمخاطر أكبر عند وقوع الكوارث الطبيعية.
أهمية الأقمار الصناعية في الرصد الجوي
تعتبر الأقمار الصناعية أحد الأدوات الرئيسية لرصد الطقس في الوقت الحقيقي. تخطط إدارة ترامب لتخفيض ميزانية ناسا، مما سيؤثر على الأقمار الصناعية المستخدمة في التنبؤات الجوية وتطوير أدوات جديدة للتنبؤ بالأمطار الغزيرة.
من بين الأدوات المهمة التي ستتأثر، الجيل الجديد من أقمار Landsat، التي كانت تستخدم منذ خمسين عامًا في مراقبة الفيضانات وتقييم المخاطر.
التحديات المستقبلية في ظل التغيرات المقترحة
تشير التحليلات إلى أن التخفيضات المقترحة ستؤدي إلى نقص في الكفاءات البشرية الضرورية في مكاتب الأرصاد الجوية عبر البلاد، مما يزيد من احتمالية حدوث أخطاء في التنبؤات خلال الكوارث.
كما أن تعليق التمويل للأنشطة التي تساعد الأرصاد الجوية على التواصل مع السلطات المحلية سيؤدي إلى تراجع التعاون والتنسيق في مواجهة الكوارث.
الخاتمة
تشكل التخفيضات المقترحة على ميزانية الوكالات الفيدرالية تهديدًا حقيقيًا لقدرة الولايات المتحدة على التنبؤ بالكوارث الطبيعية والتعامل معها بفعالية. في ظل هذه الظروف، من الضروري إعادة النظر في هذه السياسات لضمان سلامة الأرواح والممتلكات في المستقبل.


