اكتشافات جديدة في دراسة سلوكيات مرض باركنسون: تحليل ثلاثي الأبعاد يعزز الفهم

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Translational Psychiatry، اكتشف فريق بحثي بقيادة البروفيسور شومي ليو والبروفيسور بينجفي وي من معاهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة في الأكاديمية الصينية للعلوم، ارتباط سلوكيات معينة بفقدان خلايا الدوبامين في الدماغ، مما يعزز من قيمة النماذج الحيوانية في دراسة مرض باركنسون.

فهم سلوكيات مرض باركنسون

تعد السلوكيات مثل الانتصاب والمشي والانحناء محورية في فهم التغيرات العصبية المرتبطة بمرض باركنسون. يركز الباحثون بشكل خاص على الخلايا العصبية الدوبامينية في منطقة معينة من الدماغ تُعرف بالنواة السوداء، والتي تُعتبر فقدانها علامة مميزة للمرض.

تقدم الدراسة الحديثة تحليلًا عميقًا للسلوكيات الحركية للفئران باستخدام نظام تحليل ثلاثي الأبعاد معزز بتقنيات التعلم الآلي. هذا النهج يتيح للباحثين تحديد ملامح سلوكية دقيقة قد تتجاوز قدرة الأساليب التقليدية ثنائية الأبعاد.

النماذج الحيوانية وتقنيات التحليل الحديثة

اعتمد الباحثون على نموذجين حيوانيين لإزالة الخلايا العصبية الدوبامينية: نموذج مرض باركنسون المحرض بواسطة مادة MPTP، ونموذج الفقدان العصبي المستحث بواسطة الفيروسات. هذه النماذج تمثل أدوات قوية لدراسة التأثيرات السلوكية لفقدان الخلايا العصبية.

من خلال استخدام هذه النماذج، لاحظ الباحثون انخفاضًا في سلوكيات الانتصاب والانحناء، وهو ما يرتبط بشكل وثيق بفقدان الخلايا العصبية في النواة السوداء، بينما لم تتأثر منطقة أخرى في الدماغ تُعرف بالمنطقة السقيفية البطنية.

نتائج وتحليلات سلوكية

تشير النتائج إلى أن انخفاض سلوكيات مثل الانتصاب والانحناء يمكن أن يكون مؤشراً حيوياً على تقدم المرض. على الرغم من عدم وجود عجز حركي عام كبير، إلا أن الدراسة كشفت عن وجود تمايزات سلوكية مهمة لدى الفئران المصابة بمرض باركنسون.

كما أكدت الدراسة من خلال نموذج الإزالة المستحث، أن سلوكيات التسلق، المشابهة للانتصاب، ترتبط بقوة بفقدان الخلايا العصبية في النواة السوداء. هذا الفقدان يؤدي إلى تراجع في الوظيفة الحركية ويؤثر على تمايز الحركة.

الخاتمة

تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية سلوكيات معينة كعلامات حيوية محتملة لتتبع تقدم مرض باركنسون. يساهم توصيل التغيرات السلوكية بالضرر العصبي المستهدف في فهم تطور المرض ويقدم رؤى قيمة لتحسين استراتيجيات العلاج. يشير هذا البحث إلى إمكانية استخدام السلوكيات الحركية كأدوات تشخيصية وعلاجية مستقبلية، مما يعزز من فهمنا العميق للاضطرابات العصبية.

Scroll to Top