تجربة الاستحمام في الغابات الافتراضية: تعزيز الصحة النفسية بالتكنولوجيا الحديثة

مع التقدم السريع في التكنولوجيا، أصبح من الممكن الآن استخدام الواقع الافتراضي لإعادة خلق تجارب طبيعية قد تكون بعيدة عن متناول الكثيرين. يعد الاستحمام في الغابات الافتراضية مثالاً ممتازاً على كيفية استخدام التكنولوجيا لتعزيز الصحة النفسية والارتباط بالطبيعة. في هذه المقالة، نستعرض دراسة حديثة حول تأثير الاستحمام في الغابات الافتراضية على المزاج والذاكرة وقدرتها على تحسين الرفاهية النفسية في البيئات الحضرية والمناطق ذات الوصول المحدود للطبيعة.

مقدمة في تجربة الغابات الافتراضية

أُنتج فيديو عالي الجودة بزاوية 360 درجة للواقع الافتراضي في أكبر غابة للصنوبر في أوروبا، وهي محمية سونينبرج الطبيعية بالقرب من بارشيم. تم تصميم التجربة لتشمل الأصوات الأصلية ورائحة الزيوت العطرية للصنوبر، مما يوفر للمشاركين تجربة حسية شاملة. تم تقديم التجربة إما بشكل كامل، حيث يتم دمج الصورة والصوت والرائحة، أو بشكل مخفض حيث يتم تفعيل حاسة واحدة فقط في بيئة افتراضية محايدة.

أظهرت النتائج أن الجمع بين جميع المحفزات الحسية الثلاثة أدى إلى تحسين أكبر في المزاج والشعور بالارتباط بالطبيعة مقارنة بتقديم محفزات حسية فردية. علاوة على ذلك، كانت هناك تحسينات محدودة في الذاكرة العاملة، وهي الوظيفة الإدراكية التي تمكننا من تخزين ومعالجة واسترجاع المعلومات في المدى القصير.

التأثيرات الإيجابية على الصحة النفسية

تم استخدام صور محدثة للتوتر لوضع أكثر من 130 مشاركًا في حالة توتر حادة قبل أن يتم تجهيزهم بنظارات الواقع الافتراضي وتجربة واحدة من أربع متغيرات لتحفيز الغابة. أظهرت النتائج أن الجمع بين المحفزات الحسية الثلاثة أدى إلى تحسينات كبيرة في المزاج والشعور بالارتباط بالطبيعة.

أوضح الباحثون أن التأثيرات كانت محددة في المنطقة ولا يمكن اعتبارها صالحة عالميًا بعد. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات بعينات أكبر لتأكيد النتائج وفهم أفضل للآليات وراء التأثيرات المهدئة لتجارب الطبيعة الافتراضية.

إمكانية التطبيق في البيئات المختلفة

بينما لا يمكن أن تحل التجارب الرقمية محل الطبيعة الحقيقية، إلا أنها تقدم تأثيرًا عاطفيًا ملحوظًا. في الأماكن التي يكون الوصول إلى الطبيعة فيها محدودًا، مثل العيادات وغرف الانتظار أو المناطق الحضرية، يمكن أن تدعم تطبيقات الواقع الافتراضي متعددة الحواس أو الترتيبات الطبيعية المستهدفة الرفاهية النفسية.

تقدم الصور والأصوات والروائح الطبيعية إمكانيات غير مستغلة لتحسين المزاج والأداء العقلي في المواقف اليومية. وقد أظهرت الأبحاث أن مجرد مشاهدة مقاطع فيديو للطبيعة يمكن أن تقلل من إدراك الألم الجسدي لدى المرضى.

الخاتمة

توضح هذه الدراسة أن الاستحمام في الغابات الافتراضية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الرفاهية النفسية والارتباط بالطبيعة، خاصة عند تفعيل عدة حواس في الوقت نفسه. هذه الإمكانيات تفتح الباب أمام استخدام التكنولوجيا لتحسين الصحة النفسية في البيئات التي تفتقر إلى الطبيعة، مما يعزز من جودة الحياة للأفراد في مختلف الأماكن.

Scroll to Top