أعلنت المملكة المتحدة وسنغافورة عن مبادرة جديدة تهدف إلى تطوير التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي المالي. يأتي هذا الإعلان في إطار الحوار المالي العاشر بين البلدين، حيث اجتمع ممثلو الهيئات المالية وشركات التكنولوجيا المالية لاستكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي.
التركيز على التطبيقات العملية
بدلاً من الاعتماد على وعود غامضة بالتعاون المستقبلي، ركزت الشراكة مباشرة على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي. من بين المجالات التي تم استكشافها كيفية تحسين تقييم المخاطر واكتشاف الاحتيال بشكل أكثر فعالية وتقديم خدمات مالية شخصية دون المساس بالمعايير التنظيمية.
تعد هذه الخطوات جزءًا من جهد أوسع لجعل الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في تحسين الخدمات المالية، مع الالتزام باللوائح والمعايير التي تحمي المستهلكين.
التحديات في البيئة المالية المنظمة
عُقدت جلسة مائدة مستديرة لمناقشة التحديات الواقعية لتنفيذ الذكاء الاصطناعي في البيئات المالية المنظمة. وتركزت المناقشات على كيفية تحقيق التوازن بين الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات الشفافية والوضوح في اتخاذ القرارات.
ظهرت مسألة الشفافية في صنع القرار المدعوم بالذكاء الاصطناعي كأحد الأولويات، حيث تسعى المؤسسات المالية لإيجاد طرق تلبي توقعات المنظمين دون التضحية بقدرات الذكاء الاصطناعي.
الابتكار في التكنولوجيا المالية
إلى جانب دور الذكاء الاصطناعي، تناولت المحادثات الابتكار الأوسع في مجال التكنولوجيا المالية. على سبيل المثال، حصل مشروع تحفيز الأصول الرقمية المعروف باسم “مشروع الجارديان” على دعم من كلا البلدين، والذين اتفقا على إشراك جمعيات الاستثمار الخاصة بهما.
كما شاركت المملكة المتحدة تجاربها المبكرة مع مبادرة “الطبقة العالمية الأولى”، وهي مشروع يهدف إلى تطوير بنى تحتية مشتركة للسجلات المالية تتميز بالتوافق التنظيمي العالي. هذه المبادرة لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تحمل إمكانات كبيرة لتحويل التمويل عبر الحدود.
التعاون في التمويل المستدام
يقع هذا التعاون ضمن إطار أوسع من العلاقات المالية التي تشمل كل شيء من التمويل المستدام إلى تطوير الأسواق المالية. شاركت المملكة المتحدة تقدمها في مجلس التمويل الانتقالي كجزء من جهودها العاجلة نحو التمويل الأخضر، بينما قدمت سنغافورة تحديثًا حول تبنيها لتصنيف “سنغافورة-آسيا”.
كما ناقش الجانبان الأسواق الطوعية للكربون والإفصاحات المتعلقة بالاستدامة، مما يعكس كيف أصبحت القضايا المناخية جزءًا لا يتجزأ من التخطيط المالي.
الخاتمة
يبدو أن هذه الشراكة بين المملكة المتحدة وسنغافورة تعد بمستقبل واعد في مجال الذكاء الاصطناعي المالي. إذا تمكن البلدان من إنشاء إطار عمل فعال لحوكمة الذكاء الاصطناعي يحمي المستهلكين دون تقييد الابتكار المالي، فقد يصبح هذا الإطار مؤثرًا بشكل كبير يتجاوز حدود هذين المركزين الماليين.