تشهد وسائل التواصل الاجتماعي تزايدًا في استخدامها كمصدر للمعلومات بين الشباب، لا سيما منصة تيك توك التي أصبحت وجهة رئيسية للعديد من الطلاب الجامعيين للحصول على المعلومات حول موضوعات متنوعة، بما في ذلك الصحة النفسية. ومع ذلك، فإن انتشار المعلومات الخاطئة حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) على هذه المنصة قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الفهم العام للاضطراب والقرارات الصحية المتعلقة به.
الإعلام والمعلومات الخاطئة: تأثير تيك توك
أظهر بحث جديد أجرته جامعة سيراكيوز أن التعرض لمعلومات خاطئة عن ADHD على تيك توك يقلل من دقة المعرفة حول هذا الاضطراب بينما يزيد من ثقة الأفراد في معرفتهم. إن هذا التناقض بين الثقة والمعرفة الفعلية يشير إلى مخاطر كبيرة، حيث قد يندفع الأفراد إلى اتخاذ قرارات صحية غير مستندة إلى أدلة علمية.
اعتمدت الدراسة على تحليل تفاعل الطلاب مع محتوى تيك توك الذي تضمن معلومات صحيحة وأخرى خاطئة عن ADHD. النتائج أظهرت أن المحتوى المضلل زاد من ميل الطلاب للبحث عن علاجات غير مثبتة علميًا، مما يعكس خطورة المعلومات غير الدقيقة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
التأثيرات على النوايا العلاجية والسلوكيات
من خلال الدراسة، لوحظ أن الطلاب الذين تعرضوا لمحتوى مضلل كانوا أكثر احتمالية للسعي وراء علاجات تستند إلى أدلة علمية وكذلك علاجات غير مثبتة. يعكس هذا السلوك تأثير المحتوى المضلل في دفع الأفراد إلى اتخاذ خطوات علاجية غير مناسبة، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية أو تفاقم الأعراض.
تظهر الدراسة أن إدراك المحتوى الترفيهي كان مرتبطًا بشكل كبير بزيادة الاعتقاد بالمعلومات الخاطئة والرغبة في البحث عن العلاج، مما يبرز أهمية التفكير النقدي والتقييم الموضوعي للمحتوى الذي يتم استهلاكه على منصات التواصل الاجتماعي.
التحديات والحلول الممكنة
مواجهة المعلومات الخاطئة حول ADHD على وسائل التواصل الاجتماعي تتطلب جهودًا منسقة من المؤسسات الكبرى مثل مراكز الأبحاث والجامعات. يمكن لهذه المؤسسات أن تلعب دورًا رئيسيًا من خلال إطلاق حملات توعية تصحح المفاهيم الخاطئة وتنشر المعلومات الصحيحة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم التدخلات الموجهة نحو منشئي المحتوى في تحسين دقة المعلومات الصحية المنشورة، من خلال تزويدهم بأدوات للتحقق من صحة المعلومات وتقديم حوافز لنشر المحتوى المستند إلى الأدلة.
الخاتمة
تشير نتائج الدراسة إلى أن محتوى تيك توك يمكن أن يؤثر سلبًا على فهم الأفراد لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مما يزيد من الثقة غير المبررة في المعلومات الخاطئة ويدفع الأفراد للسعي وراء علاجات غير موثوقة. يجب على المستهلكين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة للمعلومات الخاطئة وأن يتعلموا كيفية التحقق من صحة المعلومات التي يواجهونها على الإنترنت. التعاون بين المؤسسات التعليمية والطبية ومبدعي المحتوى يمكن أن يكون خطوة فعالة نحو الحد من انتشار المعلومات الخاطئة وتعزيز الفهم الصحيح للأمور الصحية.