اكتشف العلماء حديثًا كوكبًا خارج المجموعة الشمسية يُعرف باسم HIP 67522 b، والذي يُظهر سلوكًا فريدًا يثير فضول الباحثين. هذا الكوكب الشاب يدور حول نجم صغير بعمر 17 مليون سنة فقط، مما يجعله في حالة تفاعل دائم مع نجمه المضيف. ولكن، ما الذي يجعل هذا الكوكب مميزًا؟
الاكتشاف والتحديات
منذ اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية في منتصف التسعينات، كان العلماء يتساءلون عما إذا كانت الكواكب يمكن أن تدور حول نجومها بشكل قريب لدرجة تؤثر على الحقول المغناطيسية النجمية. وبعد اكتشافات تجاوزت 5000 كوكب، لم يكن هناك إجابة واضحة حتى الآن.
لكن هذا تغير مع اكتشاف HIP 67522 b. هذا الكوكب هو الأصغر ضمن الكواكب المعروفة التي تدور حول نجمها في أقل من 10 أيام. هذا الاكتشاف أثار اهتمام الباحثين وأدى إلى العديد من الأسئلة غير المجابة حتى الآن.
التفاعل بين الكوكب والنجم
استخدم فريق الباحثين تلسكوب TESS التابع لناسا لاكتشاف الكوكب، ووجدوا أنه يسبب انفجارات نجمية عند مروره أمام النجم. هذه الانفجارات، التي يُعتقد أنها ناتجة عن تأثير الكوكب نفسه، تُظهر كيف يمكن للكواكب أن تؤثر على سلوك نجومها.
يُعتقد أن الكوكب يؤثر مغناطيسيًا على النجم، مما يؤدي إلى إرسال موجات من الطاقة على طول خطوط المجال المغناطيسي للنجم. وعندما تصل هذه الموجات إلى سطح النجم، تُحدث انفجارات قوية.
التأثيرات المستقبلية على HIP 67522 b
تتعرض HIP 67522 b لانفجارات نجمية تؤدي إلى فقدان طبقاته الخارجية بسبب الإشعاع القوي. ونتيجة لذلك، يُتوقع أن ينخفض حجم الكوكب من حجم المشتري إلى حجم نبتون خلال المئة مليون سنة القادمة. هذه الانفجارات قد تُسبب أضرارًا جسيمة للكوكب، مما يجعل مستقبله غير مؤكد.
البحث المستقبلي
يشير العلماء إلى أهمية إجراء دراسات إضافية على أطوال الموجات المختلفة لمعرفة نوع الطاقة التي تُطلقها هذه الانفجارات. كما يسعون للبحث عن أنظمة نجمية مشابهة لفهم أفضل لتأثيرات مثل هذه الكواكب على نجومها.
الخاتمة
يعد اكتشاف HIP 67522 b خطوة هامة في فهم كيفية تفاعل الكواكب مع نجومها، خاصة في المراحل الأولى من عمر النظام النجمي. هذا الكوكب يقدم نظرة فريدة على الديناميكيات المعقدة التي تحدث بين الكواكب ونجومها، مما يفتح الباب أمام المزيد من البحث والاكتشافات في هذا المجال المثير.
