منذ القدم، ارتبطت العلاقة بين البشر وحيواناتهم الأليفة بالشعور بالسعادة والراحة النفسية. لكن مع جائحة كوفيد-19، أصبحت هذه العلاقة تحت المجهر العلمي لبحث تأثيرها الحقيقي على الصحة النفسية للأفراد. فهل حقًا تساهم الحيوانات الأليفة في تحسين جودة الحياة أم أن تأثيرها محدود؟
دراسة الحالة: البحث في تأثير اقتناء وفقدان الحيوانات الأليفة
قام فريق من الباحثين في جامعة ELTE Eötvös Loránd بتحليل كيفية تأثير اقتناء وفقدان الحيوانات الأليفة على الناس خلال فترة الجائحة. تضمنت الدراسة جمع بيانات من حوالي ثلاثة آلاف شخص في المجر خلال فترات زمنية متباعدة. ووجد الباحثون أن 65 فردًا من المشاركين قاموا باقتناء حيوان أليف جديد بينما فقد 75 شخصًا حيوانهم الأليف خلال الدراسة.
تهدف الدراسة بشكل رئيسي إلى فحص التغيرات في مستوى الراحة النفسية والسعادة لدى الأفراد الذين اقتنوا أو فقدوا حيواناتهم الأليفة. كما سعت إلى تحليل ما إذا كانت هذه التغيرات مستدامة أم مؤقتة.
نظرة جديدة على تأثير الحيوانات الأليفة
أظهرت نتائج الدراسة أن الربط العاطفي بين الأفراد وحيواناتهم الأليفة قد يكون أقل مما كان يُعتقد. بينما لاحظ الباحثون زيادة طفيفة في السعادة بعد اقتناء كلب جديد، إلا أن هذه الزيادة لم تدم طويلًا. فعلى المدى البعيد، أظهرت النتائج انخفاضًا في مستويات الرضا عن الحياة والهدوء والنشاط بين مالكي الكلاب.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن فقدان الحيوان الأليف لم يترك أثرًا كبيرًا على الحالة النفسية لأصحابه السابقين. هذا يشير إلى أن الروابط العاطفية بين البشر وحيواناتهم الأليفة قد لا تكون قوية كما كان يُعتقد في السابق.
الحيوانات الأليفة والوحدة: مفاهيم مغلوطة
من المعتقدات الشائعة أن اقتناء الحيوانات الأليفة يمكن أن يخفف من شعور الوحدة، لكن الدراسة الحالية قدّمت نظرة مختلفة. فقد تبين أن اقتناء حيوان أليف جديد لم يقلل من شعور المشاركين بالوحدة. بل على العكس، أظهرت النتائج أن وجود كلب جديد في المنزل قد يزيد من مستوى القلق لدى المالكين الجدد.
هذا التناقض مع الاعتقادات الشائعة يشير إلى ضرورة إعادة النظر في الدعايات التي تروج للحيوانات الأليفة كحل للوحدة، خاصة بين كبار السن أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.
الخاتمة
خلصت الدراسة إلى أن تأثير الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية قد يكون أقل مما هو متوقع، خاصة خلال فترات الضغوط مثل جائحة كوفيد-19. قد يكون اتخاذ قرارات عشوائية بشأن اقتناء الحيوانات الأليفة خلال هذه الفترات قد أدى إلى عدم تحقيق الفوائد المتوقعة. ومع ذلك، قد يكون للأشخاص الذين لديهم حب حقيقي للحيوانات أو الذين يعيشون بمفردهم تأثيرات إيجابية أكثر وضوحًا. من الضروري أن يكون هناك وعي أكبر بمثل هذه القرارات لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من تربية الحيوانات الأليفة.