تتطور أساليب تحليل الشيخوخة بشكل مستمر مع التقدم العلمي، وقد أطلق العلماء في جامعة ديوك، هارفارد، وجامعة أوتاجو في نيوزيلندا أداة جديدة تساعد في تقدير سرعة شيخوخة الأفراد باستخدام صورة واحدة من مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي. توفر هذه الأداة إمكانية قياس المخاطر الصحية في منتصف العمر وتوقع الأمراض المزمنة قبل ظهور أعراضها.
أهمية الأداة الجديدة في قياس الشيخوخة
تعتبر الأداة الجديدة تطوراً هاماً في مجال دراسة الشيخوخة، حيث تقدم وسيلة دقيقة لتقييم سرعة شيخوخة الشخص بناءً على بيانات مسح الدماغ. هذه الأداة التي أطلق عليها اسم “DunedinPACNI” تعتمد على دراسة طويلة الأمد لأكثر من 1000 شخص تمت متابعتهم منذ الولادة. وباستخدام بيانات من هذه الدراسة، تمكن العلماء من تحديد نمط التغيرات الصحية على مر السنين لإنشاء مقياس دقيق لسرعة الشيخوخة.
تساعد هذه الأداة في توقع الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل الخرف، مما يمنح الأفراد فرصة أكبر لاتخاذ إجراءات وقائية مبكرة لتحسين صحتهم العامة.
كيف تعمل الأداة الجديدة
تعتمد الأداة الجديدة على مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي لتقدير سرعة الشيخوخة. بدلاً من الاعتماد على مؤشرات منفردة، تقوم الأداة بتحليل النمط العام للتغيرات في علامات الصحة على مدى عشرين عاماً تقريباً. هذا النهج يتيح تقدير دقيق لمدى سرعة تقدم الشخص في العمر دون تأثير العوامل البيئية أو التاريخية.
تم تدريب الأداة باستخدام بيانات من 860 مشاركاً في دراسة Dunedin عندما كانوا في سن 45 عاماً، وتمت مقارنة النتائج مع مجموعات بيانات أخرى من دول مختلفة لإثبات فعالية الأداة في تقدير سرعة الشيخوخة بدقة.
نتائج هامة وتأثيرات مستقبلية
أظهرت الأداة نتائج مدهشة حيث كان الأشخاص الذين أظهرت الأداة أنهم يشيخون بسرعة أكثر عرضة للإصابة بالخرف ومشاكل التفكير والذاكرة في السنوات التالية. بالإضافة إلى ذلك، كان هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب والرئة.
الأداة تقدم فرصة لتوقع الخرف ومشاكل الشيخوخة الأخرى قبل ظهور الأعراض بسنوات، مما يتيح للأطباء والباحثين فرصة أكبر للتدخل المبكر وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة.
الخاتمة
يمثل تطوير أداة DunedinPACNI خطوة كبيرة نحو تحسين فهمنا للشيخوخة وتوقع المخاطر الصحية المرتبطة بها. بفضل هذه الأداة، يمكن للأفراد والأطباء توقع الأمراض المرتبطة بالشيخوخة واتخاذ تدابير وقائية قبل فوات الأوان. على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتحويل الأداة إلى تطبيقات عملية في الرعاية الصحية، فإنها تفتح آفاقاً جديدة لتقدير المخاطر الصحية وتطوير علاجات فعالة للأمراض المرتبطة بالشيخوخة.