أظهرت دراسة حديثة أن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة منخفض الكثافة يمكن أن يعيد بناء الهياكل المشبكية الرئيسية في نماذج الفئران المصابة بمرض الزهايمر. هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تحسين الاتصال العصبي في الدماغ المتأثر بهذا المرض.
مقدمة حول مرض الزهايمر
يُعتبر مرض الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية التنكسية تأثيرًا على كبار السن حول العالم، حيث يؤدي إلى تدهور شديد في الوظائف الإدراكية والذاكرة. يتميز هذا المرض بتراجع القدرة على تنظيم قوة الاتصالات المشبكية بين الخلايا العصبية، مما يقلل من جودة حياة المصابين.
ما هو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة؟
يُعرف التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (rTMS) بأنه تقنية غير جراحية تستخدم نبضات كهرومغناطيسية لاستهداف مناطق محددة في الدماغ. وقد أظهرت الدراسات السابقة قدرة هذه التقنية على تعزيز اللدونة المشبكية في الأنظمة العصبية السليمة، كما تُستخدم لعلاج بعض الحالات العصبية والنفسية الأخرى.
تفاصيل الدراسة وتأثيراتها
قام باحثون من جامعة كوينزلاند ومركز ويكينج لأبحاث وتعليم الخرف في جامعة تسمانيا بدراسة تأثيرات rTMS على المشابك في قشرة دماغ الفئران المصابة بنوع من الخرف يشبه الزهايمر. استخدموا التصوير ثنائي الفوتون لمراقبة التغيرات الهيكلية في نهايات المحاور العصبية.
أظهرت الدراسة أن نهايات المحاور العصبية في نماذج الفئران المصابة بالزهايمر كانت تتمتع بكثافة مماثلة لتلك الموجودة في الفئران السليمة، ولكن كان هناك انخفاض كبير في دوران هذه النهايات قبل التحفيز، مما يشير إلى تضرر اللدونة العصبية بسبب تراكم اللويحات النشوانية.
نتائج البحث وفوائده المستقبلية
بعد جلسة واحدة من التحفيز المغناطيسي، زاد دوران النهايات العصبية بشكل كبير في كلا النموذجين، مما يشير إلى إمكانية استعادة اللدونة المشبكية. هذا التحسن يعيد مستويات اللدونة إلى ما يُرى في الفئران السليمة، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية جديدة.
الخاتمة
تقدم هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو فهم مرض الزهايمر وإمكانية تطوير علاجات تستهدف تحسين جودة حياة المرضى. على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، فإن النتائج الحالية تشير إلى أن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يمكن أن يكون إضافة قوية لاستراتيجيات إدارة مرض الزهايمر الحالية.