تعد العلاقة بين نوعية الطعام الذي نتناوله وجودة النوم موضوعًا مهمًا أثار اهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة. دراسة جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين حساسية اللاكتوز وبعض الأطعمة وبين اضطرابات النوم وتكرار حدوث الكوابيس، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تأثير الأطعمة على أحلامنا.
حساسية اللاكتوز والكوابيس
أظهرت الدراسة وجود ارتباط قوي بين حساسية اللاكتوز وتكرار الكوابيس، حيث يعاني الأشخاص الذين لديهم عدم تحمل للاكتوز من أعراض معوية ليلية تسبب اضطرابات في النوم. يعتقد الباحثون أن الآلام المعوية التي تحدث بسبب تناول منتجات الألبان تؤثر سلبًا على نوعية الأحلام، مما يجعلها أكثر حدة وإزعاجًا.
توضح الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحساسية قد يواجهون كوابيس مزعجة بسبب الاضطرابات المعوية التي تعطل نومهم. وبالتالي، فإن تعديل العادات الغذائية قد يكون حلاً فعالاً للحد من هذه الكوابيس.
الاختلافات بين الجنسين في تأثير الأطعمة على النوم
كشفت الدراسة أيضًا عن وجود فروق بين الجنسين في تأثير الأطعمة على النوم. النساء كن أكثر عرضة للإبلاغ عن مشكلات في النوم مرتبطة بالأطعمة، وأكثر ميلاً لتذكر الأحلام والكوابيس مقارنة بالرجال. كما أنهن كن تقريبًا ضعف الرجال في الإبلاغ عن حساسية أو عدم تحمل بعض الأطعمة.
هذه النتائج تشير إلى أن هناك عوامل بيولوجية ونفسية قد تلعب دورًا في كيفية تأثير الأطعمة على النوم بين الجنسين، مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم هذه الفروقات.
الأطعمة غير الصحية وتأثيرها على الأحلام
توضح الدراسة أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي هم أكثر عرضة للكوابيس والأحلام السلبية. حوالي 40% من المشاركين شعروا بأن تناول الطعام في وقت متأخر أو تناول أنواع معينة من الأطعمة يؤثر سلبًا على جودة نومهم، بينما 25% يعتقدون أن هذه الأطعمة تزيد من سوء نومهم.
التفاحيات والحلويات الحارة ومنتجات الألبان كانت من بين الأطعمة التي أشار إليها المشاركون على أنها تسبب أحلامًا مزعجة أو غريبة. هذه النتائج تؤكد على أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي لتحسين جودة النوم.
الخاتمة
تؤكد هذه الدراسة على العلاقة القوية بين حساسية اللاكتوز وتكرار الكوابيس، وتبرز كيف يمكن أن تؤثر الأطعمة على جودة النوم. بينما لا تزال الآليات الدقيقة غير واضحة، فإن النتائج تشير إلى أن تعديل العادات الغذائية قد يكون له تأثير كبير في تحسين النوم وتقليل الكوابيس.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية تأثير الأطعمة المختلفة على النوم والأحلام، بالإضافة إلى دراسة تأثير الأطعمة على مختلف الفئات العمرية والعرقية. في نهاية المطاف، يمكن أن تساعد هذه النتائج في تطوير استراتيجيات غير دوائية لتحسين جودة النوم.