تعتبر فكرة “الكول” أو الجاذبية الثقافية واحدة من المفاهيم التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية. وفقًا لدراسة حديثة نشرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن السمات التي تجعل الشخص يُعتبر “كول” تتشابه بشكل لافت عبر الثقافات المختلفة حول العالم. شارك في هذه الدراسة حوالي 6000 شخص من 13 دولة، وتوصل الباحثون إلى أن الأفراد الذين يُعتبرون “كول” يُوصفون بشكل متكرر بأنهم منفتحون، مستقلون، مغامرون، وقويون. يصبح من المهم فهم هذا التوافق الثقافي لفهم دور “الكول” في تشكيل القيم والممارسات الاجتماعية.
السمات العالمية للشخص “الكول”
وفقًا للدراسة، فإن الأشخاص “الكول” يتميزون بسمات مثل الانفتاح، الاستقلالية، القوة، والانطلاق في الحياة. هذه السمات تجعلهم محط إعجاب في الكثير من الثقافات، بغض النظر عن التباينات الثقافية بين الشرق والغرب. هذا التوافق العالمي يعكس تأثير وسائل الإعلام العالمية والقيم المتغيرة في تشكيل مفهوم “الكول” كأيقونة عالمية.
على الرغم من أن “الكول” يتداخل مع مفهوم اللطافة، إلا أنه يشمل أيضًا سمات أكثر تمردًا مثل الهيمنة والتمتع. هذه السمات تجعل من “الكول” قوة دافعة للتغيير الثقافي والاجتماعي.
كيف يختلف “الكول” عن “الخير”
تفيد الدراسة بأن هناك تباينًا واضحًا بين الأشخاص الذين يُعتبرون “كول” وأولئك الذين يُعتبرون “جيدين”. حيث يُنظر إلى الأشخاص الجيدين على أنهم أكثر تقليديين، متوافقين، ودافئين. بينما يُنظر إلى الأشخاص “الكول” بأنهم أكثر ميلاً للتمرد والاستقلالية. هذا التباين يعكس الفرق بين الجاذبية الثقافية والأخلاقية.
توضح الدراسة أن الأشخاص “الكول” غالبًا ما يكونون محبوبين أو موضع إعجاب، مما يجعلهم يشاركون سمات مشتركة مع الأشخاص الجيدين. لكن على النقيض، فإن “الكول” يتضمن سمات ليست بالضرورة “جيدة” من الناحية الأخلاقية، مثل الهيمنة والتمتع.
تأثير الثقافة الشعبية على مفهوم “الكول”
مع انتشار الصناعات الثقافية مثل الأزياء والموسيقى والأفلام، أصبح مفهوم “الكول” أكثر وضوحًا وترسخًا على مجموعة من القيم والسمات التي تُعتبر أكثر ودية تجاريًا. ومع ذلك، فإن الفكرة لم تفقد بريقها، بل أصبحت أكثر وظيفية وتكيفًا مع القيم الحديثة التي تقدر الابتكار والتغيير.
يرى الباحثون أن مفهوم “الكول” بدأ في ثقافات فرعية صغيرة، مثل موسيقيي الجاز السود في الأربعينيات والبيتنك في الخمسينيات. ومع تسارع المجتمع وإعطاء قيمة أكبر للإبداع والتغيير، أصبح الأشخاص “الكول” أكثر أهمية من أي وقت مضى.
الخاتمة
تلخص الدراسة أن مفهوم “الكول” هو مفهوم معقد يجمع بين الجاذبية الثقافية والتمرد، ويعكس تأثير القيم العالمية المتغيرة. بينما يُعتبر الأشخاص الجيدون تقليديين ومتوافقين، فإن الأشخاص “الكول” يجسدون الاستقلالية والانفتاح، مما يجعلهم عنصرًا هامًا في التغيير الثقافي والاجتماعي. تعزز النتائج فكرة أن الجاذبية الثقافية يمكن أن تتجاوز الحدود الثقافية وتؤدي إلى تشكيل معايير اجتماعية جديدة.