أعلن العلماء عن “اختراق في الكيمياء الكونية” بعد اكتشاف جزيء “عطري” كبير في الفضاء العميق. هذا الاكتشاف يشير إلى أن هذه الجزيئات يمكن أن تساهم في تشكيل الأنظمة الكوكبية بالكربون، مما يدعم تطور الجزيئات اللازمة للحياة.
ما هو السيانوكورونين؟
السيانوكورونين هو جزيء ينتمي إلى فئة من المركبات العضوية المعتمدة على الكربون تُعرف بالهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs)، والتي تتكون من حلقات عطرية متصلة. هذه الحلقات تتميز باستقرار كيميائي فريد بسبب تشارك الإلكترونات عبر ذرات الكربون المزدوجة الروابط.
تعتبر الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات من المكونات الأساسية التي يحتمل أن تحتفظ بجزء كبير من الكربون في الكون وتلعب دورًا محوريًا في الكيمياء التي تؤدي إلى تشكيل النجوم والكواكب.
كيف تم اكتشاف السيانوكورونين؟
تم تحديد السيانوكورونين باستخدام تلسكوب غرين بانك (GBT) في سحابة الثور الجزيئية (TMC-1). هذه المنطقة، المعروفة بتعقيدها الكيميائي، تقع في كوكبتي الثور والعربة. ويعتبر GBT أكبر تلسكوب راديوي قابل للتوجيه بالكامل في العالم.
يعتمد العلماء على قياس طيف الميكروويف في المختبر لتحديد الجزيئات في الفضاء. لكل جزيء بصمة فريدة تظهر كخطوط في الطيف الراديوي، مما يسمح للعلماء بالتحقق من وجود السيانوكورونين بثقة كبيرة.
أهمية الاكتشاف في الكيمياء الكونية
يشير الاكتشاف إلى أن الكيمياء التي تبني المركبات العضوية المعقدة يمكن أن تحدث حتى قبل ولادة النجوم. هذا يفتح الباب أمام الفلكيين والكيميائيين الفلكيين للبحث عن هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات أكبر والمركبات ذات الصلة.
يهتم العلماء حاليًا بكيفية تطور هذه الهياكل وتفاعلها مع الجزيئات الأخرى تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية في الفضاء بين النجوم.
الخاتمة
يمثل اكتشاف السيانوكورونين خطوة هامة نحو فهم أصول الكيمياء العضوية المعقدة في الكون وربما أصول مكونات الحياة نفسها. هذا الاكتشاف يعزز من فهمنا لكيفية تطور الجزيئات في الفضاء العميق، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي في هذا المجال المثير.