‎ما مدى خطورة مرض Mpox؟ وما العلاجات المتاحة؟

أصبح مرض Mpox (المعروف سابقًا باسم جدري القرود) أحد المواضيع الصحية المثيرة للقلق في السنوات الأخيرة، بعدما بدأ يظهر خارج المناطق التي كان يُعد فيها مرضًا نادرًا. هذا المرض الفيروسي، رغم أنه ليس جديدًا تمامًا، أثار اهتمامًا عالميًا بسبب انتشاره بين البشر بوتيرة غير مسبوقة. فما مدى خطورته؟ وما هي الخيارات العلاجية المتاحة حاليًا؟

ما هو مرض Mpox؟

Mpox هو مرض فيروسي يسببه فيروس مشابه لفيروس الجدري التقليدي، لكنه أقل فتكًا منه. تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في القرود في عام 1958، ثم ظهر أول إصابة بشرية مؤكدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970. وينتقل المرض من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضًا أن ينتقل بين البشر من خلال التلامس المباشر مع الجلد أو السوائل الجسدية، أو عبر الرذاذ التنفسي.

أعراض المرض

تشمل أعراض Mpox الحمى والطفح الجلدي المؤلم، وتورم العقد اللمفاوية، وآلام العضلات، والصداع، والتعب العام. يبدأ الطفح الجلدي عادةً في الوجه ثم ينتقل إلى باقي أجزاء الجسم. وفي بعض الحالات، قد تظهر بثور أو تقرحات جلدية تكون شديدة العدوى.

تستمر الأعراض عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتكون خفيفة في معظم الحالات، لكنها قد تكون أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

مدى خطورة Mpox

رغم أن Mpox ليس قاتلًا في أغلب الأحيان، فإن له مضاعفات محتملة، خاصة عند عدم تلقي الرعاية الصحية المناسبة. بعض السلالات من الفيروس تكون أكثر فتكًا من غيرها، وقد تصل نسبة الوفاة في الحالات الشديدة إلى 10% في المناطق التي لا تتوفر فيها إمكانيات طبية كافية. كما أن المرض قد يترك ندوبًا دائمة في الجلد، وقد يؤدي إلى التهابات ثانوية أو التهابات في العين.

كيف ينتقل المرض؟

ينتقل فيروس Mpox من خلال:
• الاتصال المباشر مع بثور أو تقرحات المريض
• التعرض لسوائل الجسم الملوثة
• استخدام أدوات مشتركة (مثل المناشف أو الملابس)
• القطرات التنفسية عند التحدث أو السعال لفترات قريبة ومطولة
• التعامل مع حيوانات مصابة (القوارض على وجه الخصوص)

ما العلاجات المتاحة؟

حتى الآن، لا يوجد علاج مخصص معتمد بشكل كامل ضد Mpox، لكن هناك بعض الأدوية والمضادات الفيروسية التي أظهرت فعالية واعدة، مثل:
• Tecovirimat (TPOXX): دواء مضاد للفيروسات تمت الموافقة عليه لعلاج الجدري، ويُستخدم حاليًا في بعض الدول لعلاج الحالات الشديدة من Mpox.
• Cidofovir و Brincidofovir: عقاقير أخرى تُستخدم أحيانًا في الحالات الشديدة، ولكن لها آثار جانبية أكبر.

تعتمد معظم العلاجات على دعم الأعراض، مثل تخفيف الحمى والألم ومنع الالتهابات البكتيرية الثانوية. في الحالات البسيطة، يتم التعافي بشكل طبيعي دون تدخل دوائي.

هل يوجد لقاح؟

نعم، يوجد لقاح يُستخدم ضد Mpox يُعرف باسم JYNNEOS، وهو لقاح معتمد أيضًا ضد الجدري. يُوصى به خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل العاملين في القطاع الصحي أو الأشخاص الذين كانوا على اتصال مباشر بحالة مؤكدة.

الخاتمة

رغم أن مرض Mpox ليس وباءً عالميًا مثل كوفيد-19، إلا أن انتشاره السريع في بعض الدول يجعل منه خطرًا يجب عدم التهاون به. الوقاية من خلال النظافة الشخصية، وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين أو الحيوانات البرية، والحصول على الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض، تظل من أفضل وسائل الحماية. مع تزايد الأبحاث حول الفيروس، من المرجح أن تتطور العلاجات واللقاحات في المستقبل القريب، مما يخفف من أثر هذا المرض.

Scroll to Top