شهدت السماء الليلية مؤخراً ظاهرة استثنائية تمثلت في ظهور نجم خافت بشكل لامع بعد انفجار نوفا قوي، مما جعله مرئياً بالعين المجردة. النجم المعروف باسم النوفا V462 Lupi يقع في كوكبة Lupus، ويمثل حدثاً فلكياً نادراً يستحق الاستكشاف.
اكتشاف النوفا V462 Lupi
تم اكتشاف النوفا V462 Lupi في 12 يونيو من قبل فريق بقيادة جامعة ولاية أوهايو من خلال المسح الآلي الشامل للسوبرنوفا (ASAS-SN). في العادة، يكون النجم المسبب للنوفا باهتاً بدرجة لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، حيث يمتلك سطوعاً ظاهرياً يعادل +22.3.
لكن، أدى انفجار الإشعاع الناتج عن النوفا إلى زيادة سطوعه بشكل مذهل، مما جعله يظهر وكأنه نجم جديد يضيء في السماء الليلية. هذه الظاهرة الفلكية نادرة وتقدم فرصة رائعة لمحبي الفلك لمراقبة مثل هذه الأحداث.
آلية حدوث النوفا الكلاسيكية
صنّف الفلكي يوسوكي تامبو من جامعة كيب تاون هذا الحدث كنوفا كلاسيكية بعد تحليل بصمات الضوء المنبعثة من النجم. تحدث هذه الانفجارات النجمية عندما يؤثر القزم الأبيض في نظام ثنائي على جاذبية نجمه القريب، مما يؤدي إلى تجريد الكتلة منه.
يستمر هذا التراكم حتى تسخن الكتلة المتراكمة على سطح القزم الأبيض إلى درجة تحدث فيها تفاعل اندماج كارثي. ينتج عن هذا الانفجار تدفق هائل من الإشعاع، يمكن رؤيته من الأرض، مما يجعل النوفا مرئية بشكل لافت للنظر.
كيفية رصد النوفا في السماء
يمكن العثور على النوفا في منطقة السماء القريبة من النجوم الساطعة دلتا لوبا وكابا قنطورس في كوكبة Lupus. يفضل استخدام خريطة نجمية لتحديد الموقع الدقيق للنوفا، حيث يمكن توليدها عبر موقع الويب AAVSO بإدخال ‘V462 Lup’.
يُنصح باستخدام مناظير 10×50 لتسهيل رؤية الضوء الخافت المتبقي من النوفا، مع توفير مجال رؤية واسع لمراقبة النجوم المحيطة. النوفا ستكون أكثر وضوحاً للمراقبين في نصف الكرة الجنوبي حيث ستكون في أعلى نقطة في السماء بعد غروب الشمس.
الخاتمة
النوفا V462 Lupi تمثل ظاهرة فلكية نادرة ومثيرة كانت مرئية في السماء الليلية لفترة قصيرة. على الرغم من أن سطوعها بدأ في التراجع، إلا أن هذا الحدث الفلكي يتيح فرصة مذهلة لمحبي الفلك لاستكشاف الكون وفهم المزيد عن آليات الانفجارات النجمية. مع اقتراب انحسار النوفا من السماء، يبقى هذا الحدث محفوراً في ذاكرة مراقبي السماء كواحد من الأحداث الفلكية الأكثر إثارة للإعجاب في الآونة الأخيرة.