المذنب العملاق C/2014 UN271: نافذة جديدة على النظام الشمسي

في الفضاء الشاسع الذي يحيط بنظامنا الشمسي، يقترب مذنب ضخم يعرف باسم C/2014 UN271 أو مذنب برناردينيللي-بيرنشتاين. اكتشف هذا الجسم الفضائي الهائل في عام 2021، ومنذ ذلك الحين جذب انتباه الفلكيين حول العالم. يتميز هذا المذنب بحجمه الكبير، إذ يعتبر أكبر بكثير من معظم المذنبات المعروفة في نظامنا الشمسي.

اكتشاف المذنب ومميزاته

تم اكتشاف المذنب C/2014 UN271 لأول مرة في صور التقطت في عام 2014، ولكنه لم يلفت الانتباه إلا في عام 2021 عندما تم التعرف عليه في أرشيف الفلكيين. في ذلك الوقت، كان المذنب يبعد أكثر من 20 مرة عن المسافة بين الأرض والشمس، وكان داخل مدار نبتون.

تظهر الدراسات أن المذنب سيتجه نحو مدار زحل بحلول عام 2031 قبل أن يعود إلى خارج النظام الشمسي. يمتد مدار المذنب إلى ما يقارب 55,000 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، مما يجعله يمتد إلى سحابة أورت، وهي منطقة من الأجسام الجليدية التي تحيط بشمسنا.

البحث عن النشاط الكيميائي للمذنب

في دراسة نشرت في مجلة Astrophysical Journal Letters، أبلغ ناثان روث من الجامعة الأمريكية وزملاؤه عن الكشف الأولي لغاز أول أكسيد الكربون على المذنب العملاق. يعتبر هذا الاكتشاف مهماً لفهم أصول المذنب وتاريخه وسلوكه المحتمل أثناء اقترابه من الشمس.

استخدم الفلكيون تلسكوبات متقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي وتلسكوب هابل الفضائي لدراسة المذنب عن بُعد. كان يُعتقد في البداية أن حجم المذنب يصل إلى 370 كيلومترًا، ولكن التقديرات الجديدة تشير إلى أنه يبلغ حوالي 140 كيلومترًا، ليظل بذلك الأكبر من نوعه.

النشاط الجليدي والتغيرات المحتملة

كشفت الملاحظات عن وجود نشاط كبير للمذنب، حيث أظهرت انفجارات من الغاز شكلت سحابة ضخمة تحيط به. استخدم الباحثون مصفوفة أتاكاما الكبيرة للموجات المليمترية/تحت المليمترية في تشيلي لمراقبة المذنب واكتشاف آثار أول أكسيد الكربون المنبعث منه، مما يشير إلى أن النشاط يغذى جزئياً من تحول جليد أول أكسيد الكربون من الحالة الصلبة إلى الغازية.

يتوقع العلماء أنه كلما اقترب المذنب من الشمس، قد تبدأ أنواع أخرى من الجليد مثل الميثان وكبريتيد الهيدروجين في التبخر، مما يضيف إلى نشاطه الكيميائي. هذا قد يوفر فرصاً لاكتشاف البصمة الكيميائية المحفوظة داخل المذنب.

إمكانية وجود مذنبات عملاقة أخرى

تشير الدراسات إلى أن العثور على مذنب بحجم C/2014 UN271 يمكن أن يشير إلى وجود فئة كاملة من المذنبات العملاقة. قد تكون هذه المذنبات هي الأجسام الجليدية الكبيرة الأولى التي تشكلت في النظام الشمسي والتي قد تكون تفككت لاحقاً لتشكل مذنبات أصغر.

قد يساعد مرصد فيرا سي روبن في تشيلي، الذي سيبدأ مسحًا شاملاً للسماء، في اكتشاف المزيد من هذه المذنبات العملاقة. من المتوقع أن يقدم هذا المرصد معلومات جديدة حول C/2014 UN271 نفسه.

الخاتمة

يبقى المذنب C/2014 UN271 هدفاً مثيراً للدراسة، كونه مذنباً عملاقاً يوفر نافذة فريدة على أعماق النظام الشمسي الخارجية. بفضل الجهود المستمرة للفلكيين، يمكن أن نتوقع اكتشافات جديدة ومثيرة في المستقبل القريب حول هذا المذنب وغيره من المذنبات العملاقة.

Scroll to Top