تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في ضمان سلامة اللقاحات، وهو موضوع يثير قلقاً متزايداً بين الخبراء والمواطنين على حد سواء. تتزايد الدعوات لتعزيز البحوث حول سلامة اللقاحات وتوفير الدعم اللازم للأشخاص الذين يزعمون تعرضهم لإصابات بسبب اللقاحات.
البداية مع لقاح كوفيد-19
بدأت القصة مع بريان دريسين، معلمة رياض الأطفال في ولاية يوتا، التي شعرت بأعراض غير معتادة بعد تلقيها لقاح كوفيد-19. رغم أن حالتها كانت نادرة، إلا أنها جذبت انتباه العلماء الذين بدأوا في دراسة الأعراض المشابهة لدى آخرين.
بعد توصية من الدكتور أفندرا ناث، تلقت دريسين علاجاً بالكورتيكوستيرويدات والأجسام المضادة، مما أنقذ حياتها. ومع ذلك، توقفت الدراسة السريرية، وتم توجيه المرضى لطلب المساعدة محلياً، وهو الأمر الذي لم يكن متوفراً بسهولة.
النظام الأمريكي لمراقبة الآثار الجانبية
واجه النظام الأمريكي لمراقبة الآثار الجانبية للقاحات نقداً بسبب عدم كفاية التمويل وغياب القدرة على الإجابة على الأسئلة الملحة التي تثيرها حالات الإصابات النادرة. يمتاز النظام بعدم قدرته على معالجة الأسئلة بشكل فعال، مما يزيد من التردد تجاه اللقاحات.
خلال جائحة كوفيد-19، برزت هذه القصور بشكل أوضح، حيث أن حتى الآثار الجانبية النادرة يمكن أن تؤثر على آلاف الأشخاص.
دعوات لتحسين النظام
يدعو العلماء البارزون إلى زيادة الموارد المخصصة لأبحاث سلامة اللقاحات ودعم الأشخاص الذين يدعون تعرضهم لإصابات. يشير الخبراء إلى أن تخصيص الأموال لأبحاث السلامة لا يعني أن اللقاحات غير آمنة، بل هو تعبير عن الالتزام بتحسينها المستمر.
على الرغم من هذه الدعوات، لم تتحقق التغييرات المطلوبة في الميزانيات أو السياسات. وقد تم تقليل التركيز على سلامة اللقاحات بشكل غير متوازن، مما زاد من المخاوف العامة.
المشكلات القانونية والتعويضات
لا يزال برنامج تعويض إصابات اللقاح يعاني من مشاكل كبيرة، حيث تم تعويض عدد محدود جداً من المطالبين بإصابات لقاح كوفيد-19. يُعتبر هذا البرنامج أقل سخاءً وسهولة في الوصول مقارنة ببرنامج التعويض الوطني لإصابات اللقاحات.
يدعو الخبراء إلى تحسين نظام التعويضات لضمان عدالة التعامل مع المتضررين وزيادة الثقة العامة في اللقاحات.
الخاتمة
تُظهر القضايا المحيطة بسلامة اللقاحات في الولايات المتحدة حاجة ملحة لتحسين النظام الحالي من خلال زيادة التمويل والبحث العلمي. من الضروري أن يتمكن النظام من تقديم إجابات واضحة وموثوقة للمجتمع، مما سيعزز الثقة في اللقاحات ويشجع على استخدامها بشكل آمن وفعال. إن تحسين هذا النظام ليس فقط مسؤولية حكومية، بل هو واجب مجتمعي لضمان صحة وسلامة الجميع.