شهدت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين (ACIP) في الولايات المتحدة تغييرات كبيرة بعد تعيين روبرت ف. كينيدي جونيور على رأس وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS). هذه التغييرات أثارت جدلاً واسعًا في الوسط الطبي والعام.
التعيينات الجديدة والجدل المحيط بها
قام كينيدي بإقالة جميع أعضاء اللجنة السابقين البالغ عددهم 17 عضوًا واستبدالهم بأعضاء جدد، من بينهم شخصيات معروفة بتشكيكها في فعالية اللقاحات. ومن بين هؤلاء الأعضاء طبيب طوارئ ومعارضين للقاحات كوفيد-19 وطبيب نساء يعمل كمستشار لشركة مكملات غذائية.
أعلن كينيدي أن هذه التغييرات تهدف إلى إعادة تقييم جدول التطعيم للأطفال، الأمر الذي يعتبره خطوة رئيسية نحو استعادة الثقة العامة في اللقاحات. ومع ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تكون كارثية للصحة العامة.
ردود الفعل من المجتمع الطبي
أعرب العديد من المتخصصين في الأمراض المعدية عن قلقهم من أن التوصيات الجديدة قد تؤدي إلى تقليل عدد اللقاحات أو الجرعات الموصى بها. بول أوفيت، طبيب الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، يشير إلى أن شركات التأمين قد لا تغطي اللقاحات التي لا توصي بها اللجنة، مما قد يؤثر على توفرها بسهولة.
كما أن الطلب على اللقاحات قد ينخفض بشكل عام إذا توقفت اللجنة عن التوصية بها، مما قد يؤدي إلى توقف بعض الصيدليات عن تخزينها، وفقًا لأرثر رينغولد، عالم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا، بيركلي.
الانتقادات الموجهة للجنة السابقة
اتهم كينيدي اللجنة السابقة بوجود تضارب في المصالح بين أعضائها، مشيرًا إلى أنهم لم يطالبوا بإجراء تجارب أمان كافية قبل التوصية باللقاحات. ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات تضمنت تجارب التحكم بالبلاسيبو، إلا إذا كان من غير الأخلاقي إجراؤها.
آدم راتنر، طبيب أمراض الأطفال المعدية في نيويورك، يشير إلى أن هذه الاتهامات قد تكون مبالغًا فيها وتؤثر بشكل غير عادل على موضوعية اللجنة.
العملية الجديدة لاختيار الأعضاء
أثار التعيين الجديد لأعضاء اللجنة قلقًا واسعًا حول فقدان الخبرة، حيث كان يتم ترشيح الأعضاء سابقًا ثم يتم فحصهم من قبل موظفي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) قبل الموافقة النهائية.
نانسي بينيت، أخصائية الصحة العامة في جامعة روتشستر، وصفت هذه التغييرات بأنها “مزعجة”، مشيرة إلى أن اللجنة كانت تتكون من أشخاص ذوي خبرة عميقة في المجال.
الخاتمة
التغييرات الجديدة في اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين في الولايات المتحدة قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في سياسات اللقاح في البلاد. وبينما يعتبر البعض أن هذه التغييرات قد تعيد الثقة إلى الجمهور، إلا أن هناك قلقًا واسعًا من أن تؤدي إلى تراجع في معدلات التطعيم والتعرض لمخاطر صحية جديدة. يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التغييرات على الصحة العامة في المستقبل القريب.