الحفاظ على سحلية البيرمي الأسترالية: تحديات وتطلعات

تعمل جامعة فليندرز على ضمان مستقبل مستدام للسحلية الأسترالية ذات اللسان الأزرق (Tiliqua adelaidensis) من خلال تقييم قابليتها للتكيف مع مواقع أكثر برودة وخضرة مقارنة بموائلها المعتادة في المناطق الشمالية الحارة والجافة من الدولة. يظل الترحيل أحد أهم الوسائل لحماية الأنواع النادرة وتقليل خطر الانقراض الناتج عن تغير المناخ والموائل.

أهمية التكيف مع المناخات المختلفة

تظهر الأبحاث الجديدة المنشورة في مجلة Biology مقارنة بين قدرة ثلاث مجموعات من سحالي اللسان الأزرق على التكيف مع المناخات المختلفة في جنوب أستراليا. تتنوع تلك المناطق بين شمال فليندرز رينجز بالقرب من جاميستاون، ووسط الشمال بالقرب من بورا، والمواقع الجنوبية للترحيل بالقرب من تارلي وكابوندا.

يشير الباحثون إلى أن نقل الحياة البرية المتكيفة مع المواقع الحارة والجافة إلى مناخات أخرى يعرضها لدرجات حرارة مختلفة وتوافر مائي ورطوبة مختلفة، مما يتطلب تقييمًا دقيقًا. السحالي تعتمد بشكل كبير على درجات حرارة الجسم لوظائفها الحيوية، وزيادة درجة حرارة الجسم ترفع من خطر الجفاف.

التكيف السلوكي للسحالي

توضح الدراسات أن التكيف مع المواقع الجديدة قد يستغرق أكثر من عامين لجميع المجموعات الثلاث، وقد يختلف هذا التكيف حسب خط العرض الأصلي للسحلية. وعلى الرغم من تأخر التكيف، تشير النتائج إلى أن السحالي قد تتمكن من التعامل مع الترحيل كاستراتيجية للتخفيف على المدى الطويل.

يتم متابعة سلوكيات السحالي في المواسم الرطبة والجافة وفترات التكيف السلوكي الطويلة للترحيل في المستقبل. هذا البحث مدعوم بمشروع رابطة بحوث الأبحاث الأسترالية لدراسة مجموعات سحالي اللسان الأزرق في خطوط العرض المختلفة بجنوب أستراليا.

التحديات والآفاق المستقبلية

يذكر الأستاذ مايك غاردنر من جامعة فليندرز أن التنوع البيولوجي العالي في أستراليا يجعل الترحيل هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على العديد من الزواحف الصغيرة التي تعيش في الجحور وأنواع أخرى من الزواحف. ومع فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير، يصبح الترحيل إلى مواقع “مناسبة للمستقبل” أمرًا ملحًا للحفاظ على العديد من أنواع الزواحف.

تظهر الدراسات السلوكية السابقة أن السحالي المترحلة من الجنوب أظهرت نشاطًا يوميًا أقل وكانت نشطة في درجات حرارة أقل ورطوبة أعلى مقارنة بالسحالي الشمالية. هذه الفروق السلوكية قد لا تكون ضارة على المدى الطويل وقد تساعد الحيوانات في التكيف مع البيئات المتغيرة لتحسين فرص بقائها.

الخاتمة

إن الحفاظ على السحلية الأسترالية ذات اللسان الأزرق يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية تكيف هذه الأنواع مع المناخات المختلفة. تظل التحديات كبيرة، لكن الأبحاث الحالية تشير إلى أن الترحيل يمكن أن يكون استراتيجية فعالة للحفاظ على هذه الأنواع في ظل تغيرات المناخ المستمرة. سيظل العلماء يراقبون هذه السحالي للتأكد من تكيفها السلوكي على المدى الطويل، مما يوفر لنا رؤى قيمة حول كيفية الحفاظ على الأنواع النادرة في المستقبل.

Scroll to Top