تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الذهان قد يبدأ بتغيرات حركية طفيفة مثل ضعف قوة القبضة بدلاً من الهلوسات أو الأوهام. وقد وجدت دراسة جديدة أن هناك ارتباطًا بين قوة القبضة المنخفضة لدى الأشخاص في مراحل مبكرة من الذهان وتغيرات في الاتصال الدماغي.
تغيرات الدماغ والاتصال
تشير الدراسة إلى أن هناك تغيرات في مناطق الدماغ مثل القشرة الحزامية الأمامية والقشرة الحسية الحركية والمخيخ، والتي تلعب دورًا في التحكم في الحركة والإدراك. هذه التغيرات تقدم وسيلة أكثر سهولة لاكتشاف وفهم الذهان.
واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على مشروع Human Connectome للذهان المبكر، حيث قاموا بتحليل بيانات 89 فردًا يعانون من الذهان في مراحله الأولى و51 فردًا من الأصحاء.
دور قوة القبضة في الصحة العقلية
أوضحت الدراسة أن هناك صلة بين قوة القبضة والصحة النفسية، حيث أن انخفاض قوة القبضة ارتبط بتراجع في الاتصال الوظيفي للمخ، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة الحياة والوظيفة اليومية للأفراد.
وأشارت البروفيسورة ألكسندرا موسى توكس إلى أن ضعف قوة القبضة يمكن أن يكون علامة على الصحة العقلية والجسدية، مشيرة إلى أن هذا المؤشر لم يُدرس بشكل كافٍ في سياق الذهان.
إمكانيات العلاج الجديدة
تفتح هذه النتائج الباب أمام تدخلات جديدة، مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) أو التدريب الحركي، لتعزيز وظائف الدماغ وتحسين النتائج الصحية النفسية.
ترى الباحثة هيثير بوريل وارد أن هذه العلاجات قد تكون فعالة في تحسين الاتصال الدماغي لدى المصابين بالذهان من خلال تعزيز الشبكات العصبية.
الخاتمة
تقدم الدراسة فهمًا أعمق للذهان من خلال ربط الوظائف الحركية بالصحة العقلية. إن التركيز على قوة القبضة كعلامة مبكرة يمكن أن يساعد في تشخيص الذهان بشكل أسرع وأكثر دقة، ويفتح الأفق أمام علاجات جديدة قد تغير مسار المرضى نحو حياة أفضل.